ترامب وخلافة الدولة الإسلامية المنتظرة

الخلافة الإسلامية التي وعدت بها الوهابية على لسان مــن فرختهم من داعــش وأخواتها ً من خلف الستار، وتظهر للعالم تخرج أخيرا .

بيانا والملأ عيانا وهــا هــو الفاتــح المنتظــر (الوهابيــة ومــن تحالف معها وانطوى تحت لوائها) ترى أنها الممثــل الوحيد للإسلام والناطــق باسمه، وما عداها فهــو الكفر البــواح، والآخــر كافر مباح دمــه وعرضــه وأرضــه وكــل ما يخصــه حلال لهــا ولفراخهــا طويلــة اللحى.. بشعــة الفكر والمنظر.! وفي هــذه الحالة، مــا هو الاســم الذي يجب أن نطلقــه على خليفة الدولــة الإسلامية هذه،

هل نقــول :ترامب.. رضي الله عنه؟ أم أن هناك تسمية أخرى كأن نقول : ترامب طويل العمر، أم ترامب صاحب السمو الملكي؟ لا يكــاد يخفى على أحــد أن تحريك الورقة الطائفية كان لــه دور كبير في كل ما يحصل في المنطقــة في الآونة الأخــيرة، بل وأن شلالات من ُريقت باسم هــذه الورقة، بل ُ الدمــاء سِكبت وأ وأن السعي إلى تدمير دول واحتلال أخرى كان ً من خلال تحريك هذه الورقة البغيضة..

أيضا فانطلــق مــن يطلقون عــلى أنفسهم أسماء إسلاميــة مثــل أهــل السنــة والجماعــة (من وجهة نظر وهابية بحتة)، أو أصحاب الخلافة الإسلاميــة الواعدة والصاعــدة على كل ما من شأنــه مخالفة المبــادئ الإسلامية بــل والقيم الإنسانية المتعارف عليها منذ قديم الزمن..

ولا نستطيــع في هــذا المقــال أن نحــصي أو حتــى أن نتطــرق إلى أنواع الجرائــم المختلفة التــي تشيــب لها الــرؤوس وتذوب مــن هولها ً حــسرة النفــوس في عــدد مــن الــدول العربية والإسلامية بل وعلى مستوى العالم، والتي لم يرتكبها الصهاينة بــل للأسف من حملوا على عاتقهم تجميــل وجه الصهاينــة القبيح، وأن يرتكبــوا باسم الإسلام كل ما هو قبيح..

فكانت حربهم عــلى الإسلام باسمــه وخدمة لأعدائه ً كارثية أبشــع حرب شنــت عليه، وأكرثها آثــارا على مختلف المستويــات وعلى المدى القريب والبعيد. وعندما تسمع كلمة أهــل السنة والجماعة فــإن أول ما يتبــادر إلى ذهنك هــو الاحترام بل والتمسك الشديــد بتعاليم الديــن الإسلامي ومقدســات المسلمــني وعــلى رأسهــا الحرمني الشريفني والأقصى المبارك، وربما أنك لا تنسى أن سب الصحابة كفر يستوجب القتل لفاعله وعندمــا يحظــى ترامــب بكــل هــذا التبجيل والتقديــس والحفــاوة، هــل باعتبــاره خليفة الدولــة الإسلامية فحســب، أم قد نكتشف أنه ُي ُ حرم سبه.! ً، عندمــا ترى وستتضــح هــذه القيم جليــا لدى هــؤلاء أيــن هو موقــع القــدس والقضية الفلسطينية في أولوياتهم وكل ممارساتهم..؟

لــم يعــد القــدس وحــده كواحــد مــن أهــم المقدسات الإسلامية في دائرة الاستهداف ممن يفترض بهــم حمايته واسترجاعــه إلى حظيرة الإسلام وليــس بيعه نهائيا مــن دولة الخلافة الإسلاميــة الجديــدة السعوصهيوأمريكيــة وحلفائها، لأن بيع القضية قد تم منذ زمن وهم الآن في مرحلة تصفية القضية نهائيا.! ً

وأصبــح الحرمني بــل لقد تطور الأمــر كثيرا الشريفني كأهم رابــط ومقدس لكافة المسلمني في كــل أصقــاع الأرض هو الهــدف القادم ممن باعوا دينهم وعروبتهم ولم يقبضوا حتى ثمن عمالتهــم، فلا يزالون هم مــن يدفعون الأموال الطائلة والهائلة في سبيــل إرضاء أربابهم من دون الله وتدمير كل ما هو مقدس وجميل. أهــداف عديــدة متوقعــة مــن خــلال هــذه ّ الزيارة، لكن علنا نركز على أهمها.

بعــد أيام سيأتي خليفــة المتأسلمني ترامب رضي اللــه عنــه ليــشرف عــلى مراسيــم دفــن القضية في أطهر بقعة من أرض الله، على أيدي من حملوا على عاتقهم معاول الضياع والهدم للأمة ولكل أبنائها.

تعتقــد أمريكــا ومــن ورائهــا إسرائيــل أنها ستحصل بذلك على الورقة الرسمية المختومة من الضباع وأربــاب الضياع، على بيع القضية ً من للأبــد، بل والبــدء في المراحل الأكــرث تطورا العمالــة والتطبيع؛ ولذلــك سيتوجه الخليفة بعدهــا مبــاشرة صــوب الأرض المحتلــة أو مــا يسمونــه إسرائيل لطمأنتهم بنفسه من نجاح المهمة.

فعلا إنها ستكون المرحلة الأخيرة مع الأذناب والعمــلاء، ولكنهــا ستكون البدايــة الحقيقية مع المقاومــة الإسلامية الحقيقيــة في مختلف البلــدان العربية والإسلاميــة، والذي سترسي دعائمهــا وستضــع حجــر الأساس لهــا هذه الخطــوة المستفزة، ففي كل قطر لا يزال هناك شريان ينبض وستتحد جميعها لتعيد الحرم المكي قبــل القدس وتتداركه من مهالك المهلكة وحلفائها، وسيكون هناك جسر حقيقي يصل كل الأمة بالقدس عن طريق المقاومني والشرفاء قبل أن يتلاشى حلم العربان والمتأسلمني في مد سكة حديدية بــني حيفا وحليفتها السعودية اليهودية. ولننتظر ما ستحمله قادم الأيام؟

  • صحيفة الثورة

مقالات ذات صلة