استهداف ميناء الحديدة..هو إنتحار مكتمل الاركان لقوى العدوان

بقلم /مروان حليصي

تتصاعد وتيرة التحشيدات التي يقوم بها تحالف العدوان على الصعيد العسكري والاعلامي و السياسي من خلال شراء المواقف الدولية مسبقآ ، لتنفيذ مخططه الإجرامي الهادف الى إستهداف أخر شرايين الحياة لأكثر من20 مليون مواطن يمني، وتضييق الخناق التام عليهم في قوت يومهم ولقمة عيش اسرهم من خلال إستهداف ميناء الحديدة وتدمير ما تبقى لديه من معدات وأليات وكرينات ،لإخراجه عن العمل، وإسدال الستار على المنفذ الوحيد لملايين اليمنيين الذي يستوردون عبره الغذاء والدواء وكل المتطلبات الاساسية للعيش ، وذلك بعد تعرضه لفترة طويلة من الحصار المشدد ، منعت خلالها العديد من السفن المحملة بالمواد الغذائية والأدوية والمساعدات والمحروقات من الإرساء فيه ، في تصعيد خطير وأعمى ينذر بكارثة انسانية ستعصف باأكثر من 75% من ابناء الشعب اليمني
.

وقد بدأ حديث قادة العدوان حول عمل عسكري يستهدف ميناء الحديدة عقب حملة ابواق وسائل إعلامه التحريضية ضد الميناء وكيلها التهم إليه جزافآ، بأنه كان نقطة انطلاق لإستهداف البارجة الحربية السعودية “المدينة” في ال 30 من يناير من العام الحالي، بهدف تنفيذ مخططهم الإجرامي في تدميره من قبل طيران العدوان وإغلاقه ، إلا ان تلك الذريعة لم تصمد انذاك ولم تحظى بأي قبول لإستخدامها كمبرر لإستهداف الميناء بشكل مباشر، إضافة إلى ان قوى العدوان حينها كانت تعتقد ان لها القدرة على كسب المعركة في ميدي من جهة الشمال والمخا من جهة الجنوب ، وصولآ الى الحديدة ، مما يمكنها من إحكام السيطرة على ميناء الحديدة ووضعها تحت سيطرتها.

ولكن وبعد ان ادركت قوى العدوان عجزها عن تحقيق أي تقدم عسكري في أي من جبهات المواجهة ، وتفاقمت خسائرها البشرية والمادية في مختلف الجبهات ، واصبحت لا تملك القدرة على مواصلة حرب إستنزافية دون أفق ، انعدمت فيها حظوظ تحقيق أي انتصار عسكري في ظل صمود الشعب اليمني وإستبسال مقاتلوه في مختلف الجبهات ، بل انه ومع تصاعد النتائج العكسية للعدوان على المملكة التي تعرضت قواعدها العسكرية ومطاراتها الحربية والعديد من الأهداف الاستراتيجية لإستهداف صواريخ الجيش واللجان الشعبية التي وصلت مؤخرآ الى قاعدة الملك سلمان شمال الرياض التي تم استهدافها بصاروخ “بركان2” ، عادت في النهاية الى التمسك بخيار السيطرة على السواحل الغربية وميناء الحديدة تحديدآ الذي اختارته كعنوان بارز لعملياتها العسكرية ومخططاتها الإجرامية الهادفة الى خنق الشعب اليمني بأكمله، كخيار أخير تبحث من خلاله على حفظ ماء الوجهه لها بعد تعثر تحقيق اهداف عدوانها ، بذريعة انه يستخدم لتهريب الأسلحة القادمة من إيران ، واستغلال المساعدات الإنسانية التي لم نسمع عن أي شكوى تقدمت بها المنظمات، وكأنهم حريصون على مساعدة الشعب الذي يقتلوه مذ اكثر من عامين،وهم السبب في معاناته.

ورغم معرفة قوى العدوان وإدراكها الى أن
تهمة استخدام الميناء لتهريب السلاح القادم من إيران كيدية ، ومجرد شماعة لشرعنة عدوانها عليه ومظلة للتغطية على اهدافها الحقيقة من استهداف الميناء ،لاسيما وان كل السفن الواصلة الى ميناء الحديدة تخضع للتفتيش الدقيق وتمنح تصاريح من قبلها ، وان بوارجها الحربية تراقب كل صغيرة وكبيرة تدخل الى البلاد ، وانه من المستحيل بمكان دخول السفن الى ميناء الحديدة او المياة الإقليمية اليمنية دون توقيفها من قبل قواتها البحرية و تفتيشها ، إلا ان النظام السعودي في تصرفات طفولية ورعناء بعيدة عن العقلانية مازال مستمرآ في محاولته تجويع الشعب وفرض العقاب الجماعي عليه لتحقيق ماعجز عنه عدوانه الامريكي وتحالفهم الشيطاني طيلة العامين .

حيث يستمر قادة العدوان الامريكي السعودي في التحشيد لإستهداف ميناء الحديدة ، غير آبهين بالكارثة الإنسانية التي ستعصف بملايين اليمنيين ، طالما وميناء الحديدة بالنسبة لهم بمثابة القشة التي عليهم ان يتمسكو بها هربآ من الغرق ، وهذا ما سينتج عنه خلق مجاعة كبيرة تجتاح اكثر من 75% من الشعب اليمني ، وتعني الحكم المباشر على اكثر من 20 مليون مواطن يمني بالموت جوعآ ومرضآ ، مما يجعل من خطوة كتلك بمثابة انتحار مكتمل الأركان لتحالف العدوان عامة والنظام السعودي خاصة، عسكريآ وسياسيآ ، لكون اليمنيين في النهاية لن يقبلو بأن يموتو جوعآ ينتحبون في منازلهم، ولن يصبرو على من يقتل اطفالهم ويمنع عنهم لقمة العيش، بل انهم سيقفون ضد عدوهم وجحافله وسيلحقون بهم أشر هزيمة بتأييد الخالق لهم، وسيذوق العدو شدة بأسهم التي قال عنها عزوجل في كتابه الكريم.

مقالات ذات صلة