مجزرة سوق الخوخة..بين نازية العدو وقبح العملاء، واليمنيين بين خيارين

بقلم/ مروان حليصي

[13/مارس/2017]

لم يكن موقعآ عسكريآ ، او ميدان للتدريب ، ولم تخرج منه الصواريخ التي أحرقت بوارج العدوان في عرض البحر ، ولم يحوي مخازن الصواريخ البالستية التي تدك العمق السعودي او قوات المرتزقة في جبهات الداخل ، ولا مستودعات للذخيرة ، وموقعه وأسمه لم يكن له علاقة بالجانب العسكري البته ، فهو أحد الأسواق الشعبية في مديرية الخوخة اقصى جنوب الحديدة الذي كان هدفآ لطيران العدوان الأمريكي السعودي الذي أستهدفت إحدى غاراته جموع المواطنين الذين كانو في السوق الواقع في منطقة “دوار الخوخة ” تقاطع الطريق الرابط بين خط الحديدة شمالآ ومديرية حيس جنوبآ ومدخل المدينة جنوبآ، ولا تجاوره أي مواقع او ثكنات العسكرية ، وقد كان توقيت الإستهداف الذي أختارته قيادة العدوان لتنفيذ جريمتها البشعة وذلك خلال ذروة تواجد المواطنين فيه قبل صلاة المغرب دليل على الإستهداف المتعمد له من قبل طيران العدوان بهدف ايقاع اكبر عدد من الضحايا .

انها جريمة بشعة ومجزرة مروعة ما اقدم عليه طيران العدوان الامريكي السعودي من إستهداف للسوق اثناء اكتضاظ المواطنين به لشراء حاجاتهم وعودتهم لمنازلهم قبل حلول الليل ، وراح ضحيتها 22 شهيدآ وعدد من الجرحى من ابناء المديرية الذين كانو يعملون في سوق القات والمحلات الأخرى في السوق، ولا يوجد بين الضحايا من خارج المديرية التي وجد سكانها انفسهم ودون سابق إنذار مع فاجعة فقدانهم ل22 من ابناء مديرتهم دفعة واحدة ،تفحمت اجساد بعضهم ، وأخرى تناثرت بين ارجاء المكان، وكان من الصعوبة التعرف على ملامح بعض اصحابها جراء بشاعة الإستهداف الجوي من قبل طيران العدوان الأمريكي السعودي الذي شجعه الصمت الدولي على جرائمة ومجازره السابقة بحق المدنيين في إستمرار حصده لأرواح المدنيين وإرتكاب المجازر المروعة الواحدة تلو الأخرى بحقهم .

وهذه المجزرة ليست الأولى ولن تكون الأخيره
للنظام السعودي الذي تجرد قادته من كل القيم الإنسانية والأخلاقية في ظل إستمرار الدعم الدولي له بالتغطية على جرائمه في المحافل الدولية ، وتزويده بالأسلحة المتنوعة عبر صفقات الأسلحة التي يعقدها مع الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض دول الإتحاد الأوروبي منذ بداية العدوان، مما حفزه في إستمرار جرائمه ضد المدنيين على الرغم من النداءات والدعوات التي أطلقتها عديد من المنظمات الدولية محذرة من بيع الأسلحة للنظام السعودي الذي يستخدمها ضد المدنيين.

وتآتي هذه المجزرة قبل أيام من حلول الذكرى الثانية للعدوان ، ولم تتجلى بعد في الأفق أي بوادر حقيقة للحل السياسي الذي تتمسك به القوى الوطنية ويرفضه العدوان ومرتزقته ، مما يجعل هذا الشعب الذي تكالب عليه الجميع وتآمر عليه العملاء والخونة من ابناءه سوى حمل البندقية والتوجه صوب الجبهات للقتال في سبيل الله والوطن والكرامة والعزة في ظل محدودية الخيارات التي يفرضها العدوان ومرتزقته؟ ف إما الموت تحت انقاض المنازل او في الصالات او الأسواق او الطرقات وغيرها جراء غارات طائراته ، أو الموت في ميادين العز والشرف.

مقالات ذات صلة