رؤية قرآنية لأسباب وخفايا الانهيار الاقتصادي لقوى العدوان
بقلم /صادق البهكلي
تعد الدول الخليجية وبالذات السعودية من أكبر مصدري النفط عالمياً وبلغة الاقتصاد تصدر السعودية تقريباً 12 مليون برميل يومياً فإذا كان متوسط سعر البرميل (50) دولاراً فإن دخل السعودية اليومي من النفط يبلغ (600) مليون دولار يومياً أي ما يعادل (مليار ومئتان دولار) خلال يومين وخلال (شهر) مبلغ (18 مليار دولار تقريباً) وخلال سنة واحدة مبلغ (216مليار دولار) هذا فقط من عوائد النفط من غير عوائد الضرائب والذهب والتمور و عوائد الحج والعمرة التي تقدر بمليارات الدولارات .. فلماذا لجأت السعودية في الأخير إلى فرض ضرائب جديدة ورفع اسعار الوقود وبيع أكبر شركاتها (ارامكو) ولم يسد عجز موازنتها فاضطرت الاقتراض من البنوك الدولية؟
العدوان على اليمن ومأزق آل سعود
بعد أن أنطلق آل سعود ليكونوا واجهة العدوان على اليمن وحشدوا معهم أغلب الدول الخليجية وخاصة الإمارات إضافة الى دول عربية أخرى (مصر والسودان والمغرب والاردن وجيبوتي) ودول إسلامية (ماليزيا وتركيا وباكستان والسنغال) ودول غربية (بريطانيا وفرنسا وايطاليا وأمريكا والكيان الصهيوني) وهما من خطط للعدوان ووجه آل سعود إضافة إلى (الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها) وبقية دول العالم تم شراء صمتها وكل هذا الحشد والتحالف الشيطاني بكل ما لديه من إمكانيات عسكرية متطورة وخبرات واسلحة ذات قدرات تدميرية كبيرة فقد فشلت مساعيهم وخيب الله أمالهم بشكل لا يصدّق وشكّل صمود الشعب اليمني العظيم والمذهل والمحير معجزة حقيقة كما قال السيد حسن نصر الله ( إن ما يحدث في اليمن معجزة إلهية حقيقية) وبعد عامين من العدوان بدأت خزائن آل سعود وشيوخ الأمارات وقطر تنفد وبدأت ملامح الانهيار الاقتصادي تلوح في الأفق وفي المقابل تزداد قوة الشعب اليمني ويفاجئون العدو بما لم يكن يخطر له على بال وأصبحت الصواريخ اليمنية تصل إلى الرياض وتشكل رعباُ حقيقياً للعدو في الداخل والخارج وصارت المخاوف مما يحدث في اليمن أكبر بكثير مما كانت فمعجزة المقاتل اليمني أصبحت حقيقية وأمام العيان ولم تعد مجرد روايات تاريخية لما حدث في الماضي بل صارت حقيقة يعايش كوابيسها العدو يومياً وحتى نفهم قصة ما يحدث والتي يصعب على الانسان أن يجد تفسيراً مقنعاً لها بالاعتماد على نظرته وحدسه ولنعود إلى ثنايا الهدي القرآني ليقدم لنا صورة واضحة عن ما يحدث لإمبراطورية المال الخليجية والتقنية العسكرية الأمريكية والصهيونية عالية الأداء ومتعددة المهام كيف فشلت أمام شعب حافي القدمين لا يملك إلا سلاح تقليدي صنع في بداية القرن العشرين..
يقول الله سبحانه وتعالى
{الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} (محمد: الآية1)
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} (الأنفال: من الآية36)
في الآيتين السابقة حديث عن نتائج الصد عن سبيل الله وكيف أن الله حكم عليهم وعلى أعمالهم بالضلال يقول الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي حول الآيتان الكريمتان (
أضل أعمالهم أي أضاع أعمالهم وأضلها وأحبطها وهذه من الأشياء الهامة التي يذكرها الله في القرآن الكريم ويبين من خلالها نقاط الضعف لدى الأعداء، فعندما يقول: {أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} أي أضاع مؤامراتهم وتهديداتهم ضد المسلمين، أضاع كل تلك المخططات التي كانوا يحيكونها ضد المسلمين.
عندما نعود إلى التاريخ تاريخ الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) كيف كانت أعمال الذين كفروا، كانت مؤامرات ومخططات ضد رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) أحلاف كبيرة وأعمال كبيرة، لكنها في الأخير كما وعد الله أموالهم ضاعت وهذه من الأشياء الهامة للمؤمنين السائرين على كتاب الله، أنهم أمام أعداء قد حكم الله على أعمالهم أنها ستضيع وستضل فلا يمكن أن ينجحوا ولا يحققوا أي نجاح على الإطلاق مهما عملوا {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً}
(النور: من الآية39) {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ}(النور: من الآية40)هي ضالة وهي ضائعة).ثم يقول: (أمريكا مخابراتها أكثر من أربعة عشر مليون، كل هذه المخابرات هل تستطيع أن تعطي قرارات ودراسات أن العدو الفلاني لن ينجح وستحبط أعماله ومؤامراته وخططه؟ لا.
إذاً المؤمنين ليسوا بحاجة لمخابرات قال لك: {أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ}، إذاً كن متأكد أنك أمام نوعية خاسرة مهما عملت كما قال في الإنفاق: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ}(الأنفال: من الآية36) معناها {أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ}، ينفقونها في مجال تمويلات لعملاء وتنفيذ مخططات عملية ضد المؤمنين وكلها تُضل وتُحبط.
فعندما تسمع مئات الملايين من الدولارات ينفقونها لمواجهة المؤمنين كن مطمئن أن النتيجة أنهم سيُغلبون وستكون عليهم حسرة، ويحصل عكس ما كانوا يريدون ولا تبالي بما يحصل في الوسط من تقلبات وحالات متقلبة).
ويضيف بأن وعود الله ونصره وتأييده وتحقيق الغلبة لا تتوقف على أعداد معينة أو أرقام معينة سوى مادية أو بشرية بل على مستوى صدق المؤمنين أنفسهم مع الله يقول: (
اعلم أن الله غالب على أمره حتى لو أصبحت الأرض تحت ملك ورئاسة (بوش)، ما تزال هذه القضية هي نفسها سيضل أعمالهم إذا كان هناك جبهة مؤمنين صادقين، أما مؤمنين متخاذلين فسيحقق العدو نجاحات أكثر مما كان متوقع.
الذين آمنوا مع الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) كانوا أقل ممن في هذا المجلس في البداية، لكن وعود الله ليست مرتبطة بأعداد معينة أو أرقام محدودة.