ألم تكفي جليله واحده في تعز
بقلم الكاتب / مروان حليصي
ألم يكن كافيآ لمحافظة الحديدة انها عاشت التهميش والحرمان وتعرضت ممتلكات ابنائها للنهب على امتداد عشرات السنين وبقوة السلاح ، ألم يكن كافيآ بأن كثيرا من ابنائها تخلوا عن ممتلكاتهم وتركوا اراضيهم للنهابين عندما كان خيارهم الاخر هو الحرب ، ألم تستحق ان تبقى على الأقل ملتجأ للكثير من النازحين القادمين من المحافظات الاخرى ، ألم يكن من العيب السكوت على تمادى الاخرون محاولتهم في تغيير طبيعتها المسالمة إلى مدينة لا صوت يعلوا فوق صوت الرصاص ، الم يستحق ابنائها ان يعيشوا بسلام وأمن بعيدآ عن الحرب وبغض النظر عن الحسابات الاخرى. وما الذي يزعجكم من ان تعيش امهاتكم ويعيش اباءكم واخوانكم اجواء الحرب في المحافظات الاخرى إلا من خلال الحديث اليومي وشاشات التلفاز وتودون يعيشونها بشكل مباشر ،ولماذا تسعون وبكل قوة لإدراج ثقافات دخيلة على المجتمع التهامي كثقافة القتل بالهوية ، ولماذا تسمحون لاعداء الحياه إدخال مصطلحات الفتنة الطائفية والمناطقيه وادراجها في قواميس الحياة اليومية لإبناء الحديدة، ولماذا لا تكون محافظتكم وأمنها اهم واغلى قيمة من كل شيء اخر ، ألم تكن غالية الدماء التي ستسفك وهي كلها ليمنيين واغلبها ستكون للابرياء ،ألم يكن كل ما تعرضت له الحديدة كافيآ مقابل ان تبقى مدينة تتشح بالسلام ، وما هي الفوائد التي سينعم بها ابناء الحديدة من خلال حربكم الحمقاء التي تودون اشغال فتيلها وتلبسونها لباس المقاومة ، وأين هي المقاومة عندما استبيحت حرمات وانُتهكت الاعراض واغتصبت الممتلكات وسمع القاصي والداني بمظالم الحديدة ، وعن أي مقاومه تتحدثون؟ أهي المقاومة التابعة للاخوان(الأصلاح) والتي كان لاربابها وحلفائها العسكرين والقبليين الدور الأبرز في المظالم التي تعرضت لها تهامة ولا ننسى ملك البحرين في تهامة الذي كان يملك مساحه تعادل مساحه مملكه البحرين فيها(حسب تقرير سابق صحيفه الشارع)، وعن أي مقاومة تتحدثون اذا كانت تقبل صور قاتل الاطفال والنساء وتشكره على جرائمة بحق ابناء جلدتهم ووطنهم وتفتح له الباب على مصراعية لاحتلال بلدها. و يا ترى ما هي الفوائد التي تحققت للمحافظات الاخرى التي تعيش الحرب حتى تسعون لتحقيقها للحديدة ، وألم تكن كافية مشاهد القتل بالهوية والمناطقية والمذهبية التي تكللت بها مقاومة تعز ، و ألم يكن لحظتها مؤلمآ عندما تشاهد جثة من كنت تبادله الابتسامة بالأمس وهي تُسحل ويُمثل بها من قبل رفاقك في المقاومة ، ألم تأخذوا العبرة مما حل بأبناء تعز على أيدى مقاومتها الجليلة(القاعدة) وجرائمها البشعه بحق اسره الرميمة بشكل خاص ، وكيف سيكون حالكم عندما تجبرون على دفع الأتاوات عن كل شاحنه نقل محملة بالبضائع لاكثر من فصيل كلآ في نطاقه الجغرافي المسيطر علية كما هو حاصل بتعز وغيرها، و ألم يكن كافيآ ان تكون هنالك جليلة واحده في تعز وتودون اضعافها في الحديدة.
…….#تهامة_نيوز