تقرير : هيئة مستشفى الثورة بالحديدة.. صراع من اجل الحياة
تقرير- علي العاقل
تعمل هيئة مستشفى الثورة بالحديدة بشكل متواصل بمعدل ورديتين يوميا صباحية ومسائية ومراكز الطوارئ العامة والتوليدية و الاطفال و الحروق وبنك الدم على مدى 24 ساعة يوميا ، و30 يوما شهريا ودون توقف.
ولعل الزائر للهيئة يدرك حجم الضغط،الحاصل عليها من الوهلة الاولى من خلال الازدحام الكبير الذي يلاحظه على العيادات الخارجية المتخصصة واقسام الرقود والعناية ، ومركز الحروق وفي الممرات، وسيدرك مع ذلك ان هناك قدرات حقيقية تواجه تلك الضغوط وتعمل بصمت وبكل اقتدار على تقديم الخدمات الطبية والعلاجية شبه المجانية لزائري المستشفى الذين غالبا ما تكون حالتهم المادية تحت العادية.
ازدحام كبير على مستشفى الثورة
ومع تزايد اعداد من تستقبلهم الهيئة من مرضى من مختلف الاعمار والجنس وجرحى قصف العدوان السعودي الامريكي الهمجي من محافظة الحديدة ومحافظات اخرى ظلت الهيئة ولما يقارب العامين (هي فترة العدوان ) تعمل بصمت ودون كلل في معركة حقيقية اقل ما يمكن ان نقول عنها انها معركة من اجل الحياة.
تأثرت موازنة الهيئة بفعل الوضع الاقتصادي الذي اراد العدوان الغاشم ان يجعل منه معركة حقيقية توازي معركة الحرب الجوية والبرية والبحرية والذي كان له اثرا بالغا ليس في التأثير سلبا على اداء المستشفى وانما أثَرٌ بشكل ايجابي جعل من طاقم ادارة الهيئة بقيادة الدكتور الانسان خالد احمد سهيل رئيس الهيئة يقفون موقف تحدي مع انفسهم بأن يكونوا او لا يكونوا.. فكانوا.. وكانت معهم الهيئة الملاذ الاكبر والواسع والسهل الوصول اليه من كل فئات المجتمع حتى تلك الفئات الوسطى التي تأثرت بفعل العدوان والحصار الجائر على بلادنا.
قيادة هيئة مستشفى الثورة
لقد شكلت الهيئة بقيادتها وطواقمها الطبية والمالية والادارية نموذجا رائعا من التحدي والتغلب على المعوقات وقهر الصعاب في مرحلة كانت مهددة فعلا بالفشل ، علاجات كادت او شارفت على الانتهاء من صيدليات ومخازن المستشفى ، موزانة ومستحقات مالية خفضت، انقطاع التيار الكهربائي المستمر.. كل ذلك شكل تحديات امام مجلس ادارة الهيئة وطواقمها، فلم يقفوا مكتوفي الايدي امامها ، بل فكروا في طرق وبدائل أخرى لضمان استمرار تقديم الخدمات بجودتها السابقة ان لم يكن افضل.
واصلوا الليل بالنهار ، كونوا ثقافة عامة جديدة داخل الهيئة او ما يمكن تسميته خطة طوارئ محصورة بالهيئة ليظل الاداء بنفس الوتيرة في ظل الانحسار الكبير في المخصصات المالية والمستحقات الشهرية التي اعتاد عليها العاملين في الهيئة ، وقد كان لذلك اثرا ايجابيا بالغا.
اطلقوا نداءات الاستغاثة للمنظمات الدولية عن النقص الحاد في الامكانات والتجهيزات الطبية والادوية وغيرها في ظل تزايد الجرحى من ابناء القوات المسلحة واللجان في الجبهات والمواطنين في مساكنهم واسواقهم جراء استهدافهم من قبل العدوان، فكان لها نصيبا من ذلك واستطاعت رغم تواضع المساعدات ان تحقق اكثر من انجاز في زمن الاعجاز.
حيث ساهمت الايادي البيضاء من القطاع الخاص ممثلا بالحاج عبد الجليل ثابت رئيي مجلس ادارة شركات اخوان ثابت في المساهمة على التغلب ولو على جزء بسيط من مشكلة انقطاع الكهرباء حيث قدم دعما للهيئة عبارة عن مولد كهرباء كبير بقدرة 800 كيلوات اضافة الى كمية من الديزل تقدر بعشرة الاف ليتر. كما ساهمت اخوان ثابت في تزويد مركز الحروق بالهيئة بأدوية قدرت قيمتها بأكثر من 13 مليون ريال .
منظمة الصحة العالمية مكتب الحديدة هو الاخر شارك وبالحاح ومتابعة حثيثة من قيادة الهيئة في تزويد الهيئة بمحطة لانتاج الاكسجين ساهمت في تغطية ما نسبته 30— 35 من احتياج الهيئة من الاكسجين ، اضافة الى كميات من الادوية والمستلزمات الطبية ساهمت في التغلب على جزء من المشكلة.
ومع ان تلك المساعدات البسيطة ساهمت في حل المشكلة لبعض الوقت ، الا ان اصرار قيادة الهيئة كان هو المحك الحقيقي للنجاح في الزمن الصعب والذي لم يكن منه بد، حيث تم وضع الحلول لكيفية مواجهة تكاليف اجور استهلاك الخط الساخن الذي يغذيها بالكهرباء، كما عملت على توفير وقود الديزل للمولدات الكهربائية وعددها 5 مولدات لضمان عدم انقطاع الكهرباء ولو للحظة نتيجة انقطاع الخط الساخن الذي استمر مؤخرا سبعة ايام والهيئة تواجه ذلك بامكانياتها الخاصة والمتواضعة لكنها مواجهة مدروسة. مواجهة المجرب الحريص.
حقيقة من يطلع على ظروف الهيئة ونشاطها خلال هذه المرحلة يدرك مدى استشعار قيادتها وكل العاملين بها بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم ويدرك فعلا ان دورهم لا يقل عن اؤلئك المرابطين في جبهات البطولة والشرف من ابناء القوات المسلحة واللجان الشعبية الفتية.
لمثل هؤلاء ترفع القبعات ، وتنحني لهم الهامات وتشرئب لهم الاعناق لأنهم صناع حياة حقيقيون ، جندوا انفسهم للوطن ومادونهم غثاء كغثاء السيل.
حفظ الله الوطن ورجاله المخلصين
المصدر : صدى برس