[25/ديسمبر/2016م]
متابعات – تهامة نيوز
محمد فايع
الحرب بالوكالة” هي حرب بين طرفين أو أكثر يتم تقديم الدعم والمعونة الى أحد اطرافها من قبل رعاة وحماة أجانب بغية تحقيق مصالح اولئك الرعاة والحماة الاجانب.
لقد عمل الغرب بقيادة أمريكا ومن ورائهم اليهود الصهاينة على مدى العقود الاخيرة الماضية على التخطيط لحروب داخلية في بين البلدان الاسلامية فعمدت امريكا ومعها العالم الغربي الى اشعال حرب بين أبناء المجتمع الاسلامي راس حربته المجاميع التكفيرية وامارات وممالك النفط والتبعية وذلك بهدف ضرب كل من يقف في مواجهة المشروع الصهيوأمريكي وعلى راسه المشروع القرآني الجهادي المحمدي الاصيل الذي ظهر في المنطقة والعالم الاسلامي كمشروع شعبي ثقافي جهادي شامل اوليته الانتصار للقضية الفسلطينية ومواجهة مشروع الهيمنة الامريكية الصهيونية الغربية .في المنطقة والعالم الاسلامي.
لذلك اتجه التحالف الصهيو أمريكي الغربي الى اعتماد سياسة واستراتيجية استباقية عبر صناعة التكفير وتقديمه كمشروع باسم الثقافة الاسلامية الجهادية بهدف تشويه المشروع الاسلامي في ثقافته القرآنية الجهادية من جهة ولمنع وصول الثقافة القرآنية المحمدية الاصيلة الى شعوب الامة من جهة ثانية ..وللحيلولة دون ظهور وانتصار مشروع الثقافة القرآنية في المنطقة من جهة ثالثة وصولا الى صرف عداء شعوب الامة بعيدا عن الاعداء الحقيقيين والاخطر أمريكا واسرائيل ومن يدور في فلكهم .
الحروب بالوكالة التي هي صنيعة امريكية صهيونية غربية ارتكزت على ركيزتين أساسيتين أولهما الجماعات التكفيرية وعلى راسها ما كان يسمى القاعدة ثم “داعش”،مؤخرا وثانيهما دول المنطقة ومنها السعودية، ومن ثم بادر البيت الأبيض والبنتاغون الى تقديم الدعم السياسي والاستخباري والتسليحي والتدريبي والاستشاري الى الجماعات التكفيرية والمسلحة من جهة وتشجيع السعودية وتركيا وقطر من جهة اخرى على اشعال الحروب بالوكالة في سوريا واليمن والعراق وليبيا و ارتكاب الجرائم في البحرين وجرّ الاضطرابات نحو بلدان اخرى مثل لبنان ومصر، ومن اهداف حروب الوكالة عن التحالف الامريكي الغربي الصهيوني في المنطقة والعالم الاسلامي محاصرة المشروع الاسلامي المناهض للمشروع الامريكي الاسرائيلي في المنطقة والعالم الاسلامي مرورا بعزل مشروع المقاومة الفلسطينية وصولا الى مصادرة القضية الفلسطينية شعبا وارضا مقدسات وهوية ثم الترتيب لعملية التفكيك والتقسيم لبلدان المنطقة ضمن مسار اقامة ما يسمى بالشرق الاوسط الجديد الذي يكون فيه لإسرائيل الحضور والتفوق العسكري والاقتصادي والسياسي
وفي مؤتمر هرتسيليا في عام 2014 تقرر بأن تكون الإستراتيجية الرئيسية لأمريكا والكيان الاسرائيلي هي نقل المعركة الى داخل بلاد “العدو” والإختفاء خلف النزاعات الداخلية في الدول والجماعات الإسلامية بمعنى ان يتم استخدام أرواح وأموال المسلمين للقضاء عليهم أنفسهم.
كما اعتبر وزير الحرب الاسرائيلي السابق موشيه يعلون بصراحة ان وجود الجماعات التكفيرية في المنطقة سببا لتعزيز هامش الأمن الإسرائيلي، قائلا “ان وجود الجماعات التكفيرية يعني نسيان القضية الفلسطينية ونزاع المسلمين فيما بينهم”.
وهكذا يمكن القول ان رعاة وحماة الحروب بالوكالة في هذه المنطقة هم أمريكا والكيان الإسرائيلي والدول العربية مثل السعودية وقطر وكذلك تركيا، وهذا المحور الذي يعرف باسم المحور الغربي – العبري – العربي يقف في وجه المشروع العربي الاسلامي المقاوم للمشروع الامريكي الصهيوني ويخوض معه مواجهات في مختلف المجالات العسكرية والأمنية والاعلامية والسياسية والاقتصادية والايديولوجية .