امراء الخليج..وطريق البحث عن الجنة

بقلم /مروان حليصي
مأساة الشعوب العربية والإسلامية ليست كلها فيما تتعرض له من تدخلات اجنبية في شؤون سياسات دولها،، ولا في الحروب التي تشن على دولها واحتلالها وقتل الالاف من ابناءها وهتك اعراض نساءها وتشريد الالاف من ابناء بعد تدمير منازلهم و ممتلكاتهم وتحويل دولهم الى دول فاشلة و ساحات صراع لا تتوقف إسالة الدماء فيها ، ولا في الفاعل والجاني الذي ليس باستطاعته تحمل النفقات المادية والبشرية لكل حروبه التي استهدف بها ومازال بلدان الشعوب العربية والإسلامية بداية من افغانستان والعراق وليبيا وسوريا واليمن؛ ولكن المأساة هي في من يدفع فاتورة تلك الحروب ، و من يمولها ،ويشارك في كل الجرائم التي تطال هذه الشعوب وتستهدف حياة ابناءها وامنهم واستقرارهم وتدمر اوطانهم وتحول حياتهم الى جحيم، من حكام وامراء الخليج الذين انفقو مليارات الدولارات على تلك الحروب التدميرية من خزائن شعوبهم ، وغطو كثير من نفقاتها، بداية من حرب إيران والعراق وتحرير الكويت واحتلال العراق وإدخالة في حرب طائفية ومذهبية، وتدمير ليبيا وتخريب سوريا ،واخرها فاتورة حربهم على الشعب اليمني الفقير ، علاوة على تكديسهم لاموال وعوائد دولهم الغنية بالنفط في البنوك الأمريكية والاوروبية حيث تستغلها وتستثمرها الحكومات الامريكية والاوروبية في دعم إقتصادياتها وتوسيع صناعاتها المدنية والعسكرية وإقامة المشاريع المتعددة ، واستخدام عوائد استثمار تلك الاموال في تمويل الحروب على الدول العربية والإسلامية .

حيث وللأسف لم يكتفو بذلك التآمر على شعوب الأمة العربية والإسلامية فحسب، بل انهم تجاوز اكثر من ذلك من خلال تشييدهم للمدارس وبناء المعاهد ودعم المنظمات والجمعيات في الدول الأجنبية تحت مسمى تبرعات ومنح ومساعدات إنسانية،بينما هم من يقتلون الإنسانية وينتهكونها في اكثر من مكان ، حيث لم يجدو من هو أولى بتبرعاتهم ومساعداتهم المالية ومن هو بحاجة إليها ويستحقها من الشعوب الفقيرة والمضطهدة التي تظل طريقها إليها،وتعرفها جيدآ إلى شعوب الدول الأجنبية التي يتسابق حكام وامراء الخليج على دعمهم وإهدار مئات المليارات من ثروات شعوبهم في سبيل شراء رضى الحكومات الغربية عنهم وانظمتهم الفاسدة، ومقابل شراء صمتها عن انتهاكاتهم وجرائمهم بحق شعوبهم التي تعيش في عبودية مطلقة بقوة تآثير المال وسطوته.

وما دعاني للكتابة عن هذا الموضوع هو خبر هدية المؤمن والورع التقي والمجاهد بماله في سبيل ارضاء اليهود والنصارى وفي سبيل الشيطان امير قطر السابق حمد بن خليفة لبلدية موان-سارتو جنوب فرنسا من اجل إقامة مقاصف عضوية للمدارس هناك قيمتها مليون يورو ، على الرغم من رفض المواطنين لها وسخريتهم من صاحب الهدية ودولته التي يرون في دعمها كإهانة لهم؛ وهذه ليست المرة التي يتصدق فيها أولئك الحكام لأعداء الله والدين بينما هنالك ملايين السوريون يعيشون مشردين في اكثر من دولة ولا يجدون ما يسدون به جوعهم جراء الحرب الدائرة في بلدهم التي يمولها من هم على شاكلة ذلك المتبرع السخي أمير قطر السابق من حكام وامراء مماليك الخليج ، ومثلهم العراقيون والليبيون ، وكذلك الحال بالنسبة للفلسطينيين الذين يعوزهم المال ولا سواه للدفاع عن انفسهم و تحرير اراضيهم المحتلة ، فقد ذكر موقع “واللا”الإسرائيلي عن دعم قطر ب2.5مليون يورو لصندوق رعاية الجنود المعاقين والمتضررين من الحروب الإسرائيلية، والأمر لا يقتصر على ذلك ولا يتوقف عند ذلك الحد،
وليس المجال كافيآ لسرد بعض الإحصائيات عن الأموال والتبرعات التي يقدمها المؤمنيين و المخلصين من امراء وحكام مماليك الخليج لأرباهم اليهود اعداء الله ،وكأنه إلتزام منهم للحفاظ على انظمتهم وبقاءها على حساب زوال الآخرين وقتلهم وتشريدهم ؛ ولكن المصيبة الأكبر إذا كانو إيضآ ممن يبحثون عن الجنة كهدف ثاني من وراء دعمهم ذلك، وهو حقآ ليس بغريب على دينهم الوهابي الذي قد اعطى مفاتيح جنان الفردوس برمتها مقدمآ للإنتحاريين والإرهابيين الذين حالهم كمثل هؤلاء المتبرعين يبحثون عن الجنة ولكن من خلال طريق الشيطان.

مقالات ذات صلة