عدن بين فكي كماشة تأمر الإحتلال وإرهاب داعش
بقلم /مروان حليصي
لم تكاد تجف بعد دماء قتلى التفجير الإرهابي في معسكر الصولبان بعدن في العاشر من الشهر الجاري الذي راح ضحيته العشرات من المجندين الجدد جراء تفجير انتحاري لنفسه بالقرب من تجمع للجنود الذين ارتصو في طوابير لإستلام مرتباتهم، ولم يكاد يتوقف بعد نحيب الثكالى وانين الأرامل وصراخ الأطفال الميتمين ، ولم تختفي أثار تلك الجريمة البشعة من الذاكرة المجتمعية لليمنيين بشكل عام و ابناء عدن بشكل خاص، حتى شرع الارهابيون في ذبح ما تبقى من مظاهر الأمن والاستقرار لمدينة عدن بارتكاب جريمة مروعة التي تعد الثانية خلال اسبوع تمثلت بتفجير انتحاري لنفسة مستهدفآ الجنود الناجون من الجريمة الأولى المتجمعون في إحدى النقاط الأمنية قرب معسكر الصولبان في انتظار إستلام مرتباتهم ، وراح ضحية العمل الارهابي الغادر 52 قتيلآ وعشرات الجرحى .
وكسابق العهد سارعت حسابات وصفحات مواقع التواصل الإجتماعي التي تنسب نفسها لتنظيم داعش،إلى تبني التنظيم للعملية التي نفذها أحد انغماسيها يدعى ابوهيثم الردفاني، وكأن ذلك العمل الإجرامي انجاز نوعي يخدم الدين والأمة، و الذي أودى بحيواة العشرات من القتلى ومثلهم جرحى من المجندين الذين لا نعرف عنهم إيمانهم بالبوذية او اليهودية او المسيحية حتى يصبحو هدفآ للجماعات الإرهابية التي لم تكتفي بنزع ارواح اكثر من 50 مجندآ في جريمتها الأولى ، حتى تتجرأ اليوم على الإنقضاض على زملاءهم الأخرين في صورة تعكس الوضع الأمني المتدهور الذي تشهده عدن وتنامي قوة تنظيم داعش التي تمكنه من تنفيذ عمليتين خلال اسبوع في ظل تواجد قوات الإحتلال وقوات الحزام الأمنية التابعة لها .
نشعر بالآسى والمرارة على حال مدينة عدن اليوم التي تعيش هذا الإنفلات الأمني غير المسبوق وتزداد فيها وتيرة العمليات الإجرامية التي تنفذها الجماعات الارهابية بأريحية في ظل سيطرة قوات الإحتلال الإماراتي وقوات الحزام الأمني المشكلة من ابناء الجنوب؛ وللأسف لم يعد أحد بمأمن في عدن، فكل الأماكن اصبحت مسارح جريمة متوقعة للتنظيمات الارهابية التي تنتشر في كثير من مناطقها وتحظى بنفوذ وتواجد واسع في احياءها في ظل الإحتلال السعودي والاماراتي ، فلا يوجد مكان له حرمته في شريعة الارهاب ، أو تأمن فيه على نفسك، من معسكرات ومستشفيات و مساجد وغيرها وصولآ إلى صوالين الحلاقة التي نفذ في احدهما خلال الاسبوع الماضي جريمة قتل احد المواطنين على يد داعش.
فعدن الباسلة هي أخر المدن والمحافظات التي كنا نتوقع ان تصل إليها الأيادي الآثمة وتعشش فيها التنظيمات الإرهابية التي اضحت اليوم تتحرك وتعمل بحرية كأي فصيل مدني أخر ، وتنفذ جرائمها بحق المدنيين والعسكرين تحت مبرر و تهمة التخابر مع الحوثيين وعفاش وذرائع واهية لا ترقى لسفك قطرة دم واحدة ؛ إلا أن توقعاتنا شيء وما تصبو إليه دول الإحتلال من وراء احتلال الجنوب واستقدامها لمئات الدواعش من سوريا في اكتوبر من العام الماضي على متن ثلاث طائرات ركاب تركية امارتية وقطرية هو شيء اخر ، فهي لم تآتي الى محافظات الجنوب لكي تسقي اهلها ماء غدقا او تدخل النعيم الى حياة ابناءها كما يعتقد بعض السذج ، او جعلها من عدن دبي أخرى ؛ فهي لا تكترث للأشلاء المتناثرة في كل وقت وحين جراء الاعمال الارهابية، ولا تهتم لعشرات الضحايا الذين اغتيلو في اكثر من مكان على يد عناصر الإرهاب والإجرام ، بقدر تنفيذ مخططاتها التآميرية وتحقيق اهدافها التي تستهدف الجنوب وابناءه وتنال من امنهم واستقرارهم وزعزعة نسيجهم الإجتماعي ،فضلآ عن إدخال محافظة عدن بشكل خاص وبقية مناطق الجنوب في آتون الصراعات الفئوية والمناطقية ووحل عمليات الإقتتال الداخلي كما هو حاصل الأن ، وللسذج الذين رحبو بالإحتلال وفتحو صدورهم له نقول لهم أن عض الأنامل لاحقآ من شدة الندم لن يفيدكم ، وعليكم التكفير عن خطيئتكم من الأن بالوقوف ضد من سلب عدن الأمن والإستقرار من قوى الغزو ومنافقيها قبل فوات الأوان،وعندها لا ينفع الندم.