تقرير بريطاني يكشف مخاوف دول ا لخليج من طغيان السعودية في مشروع الاتحاد الخليجي
متابعات – تهامة نيوز
قال موقع “المونيتور” البريطاني أن من المستبعد انضمام الكويت وقطر ودولة الإمارات لمشروع السعودية في تحويل مجلس التعاون إلى اتحاد خليجي، مشيرا إلى أن عديدون في دول مجلس التعاون الخليجي يرون الرياض حليفا مهما، لكنهم يرون أيضا المملكة الغنية بالنفط جارة طاغية لا تحترم سيادة الدول الصغرى في الخليج العربي.
واشار الموقع إلى أن السعودية والبحرية وجتها في العام 2013، دعوات لأن تكرس قمة المنامة الخليجية القادمة لتحويل مجلس التعاون إلى الاتحاد الخليجي، لكن وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي بن عبد الله قال إن بلاده لا تدعم مثل هذه الخطط. وانضمت الكويت وقطر والإمارات العربية إلى عُمان في عدم دعمها حلم الرياض. لكن الشهر الماضي، ذكر وزير البحرين لشؤون البرلمان الخليجي أنه لمس حماسا كبيرا لإقامة الاتحاد من أعضاء آخرين في الخليج.
واستطرد الموقع البريطاني أنه حتى الآن ليس واقعيا توقع انضمام الكويت وقطر ودولة الإمارات للاتحاد هذا الشهر، والشكوك لها ما يبررها.. فكثير من غير السعوديين في دول مجلس التعاون الخليجي يرون الرياض حليفا مهما، لكنهم يرون أيضا المملكة الغنية بالنفط باعتبارها جارة طاغية لا تحترم سيادة الدول الصغرى في الخليج العربي. كما أنه نتيجة لمجموعة من القضايا الداخلية في دول مجلس التعاون الخليجي والتطورات الإقليمية، ترى العائلات المالكة في الخليج العربي من خلال عدسات مختلفة، مسؤولين في الرياض والمنامة يرون خطتهم لإنشاء الاتحاد الخليجي يقع على آذان صماء.
وأكد “المونيتور” أن حجة المسؤولين البحرينيين والسعوديين التي يقدمونها لنظرائهم في الدول الأخرى بالخليج العربي لإقامة الاتحاد الخليجي عدم الاستقرار المتزايد في منطقة الشرق الأوسط وتفاقم الأزمات الأمنية في دول مجلس التعاون الخليجي، لذا يحاولون إقناع الكويتيين، والقطريين والإماراتيين أن الوقت قد حان للاتحاد.
ولفت الموقع البريطاني إلى أن الكويت ترفض فكرة الاتحاد بسبب المخاوف بشأن إجراءات الأمن الجماعي وأن المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى يمكن أن توظفه لأجل إسكات المعارضة.
كما أن قطر التي تمتلك أعلى ناتج محلي إجمالي للفرد في دول مجلس التعاون الخليجي تتحفظ على إقامة الاتحاد، تخوفا من إعادة توزيع الثروة من الدول الأكثر ثراء بالخليج العربي إلى المناطق الأكثر فقرا في دول مجلس التعاون الخليجي. وعلاوة على ذلك على مر السنين، قد أنشأت الدوحة علاقات مع الفصائل الإسلامية في جميع أنحاء المنطقة، واستضافت العديد من قيادات الإخوان المسلمين وذلك سيؤثر على علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، خاصة وأن دول الخليج العربية الأخرى مثل الإمارات تعتبر جماعة الإخوان جماعة إرهابية.
وتعارض الإمارات العربية المتحدة أيضا خطط تحويل مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد، لأن الإماراتيين يرون أنفسهم كمنافس للمملكة العربية السعودية للفوز بالهيمنة على المشهد المالي في المنطقة، خاصة وأن أبو ظبي لا تقدم دعمها للبنك المركزي الخليجي الذي يوجد مقره في الرياض. كما أن دولة الإمارات العربية التي تشن حملة على الإسلاميين، لديها منذ فترة طويلة اعتقاد بأن جماعة الإخوان تعمل في الإمارات نيابة عن المملكة العربية السعودية بهدف تقويض السيادة الوطنية لدولة الإمارات.
وشدد “المونيتور” على أن مصلحة عُمان في تعميق العلاقات مع إيران تجاريا ودبلوماسيا وفي المجالات الأمنية عامل رئيسي يدفع سلطنة عُمان لمعارضة الاقتراح السعودي، لأن هذه الخطوة من شأنها أن تحمل آثار سلبية على علاقة السلطنة مع طهران.
وبالنسبة للكويت وقطر اللتان لهما علاقات طبيعية نسبيا مع إيران، قادتهم لديهم نظرة مختلفة نحو الجمهورية الإسلامية من المسؤولين البحرينيين والسعوديين الذين يرون إيران دولة مفترسة تسعى لإسقاط حكم آل سعود بالرياض وآل خليفة في البحرين من خلال ثورة عنيفة.
واختتم الموقع البريطاني بأنه مما لا شك فيه، منذ عام 2013، ظهرت تهديدات جديدة لأمن دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة بعدما أصبحت إيران أكثر حزما عقب توقيع الاتفاق النووي والحرب المشتعلة في اليمن. وعلاوة على ذلك، فإن فوز دونالد ترامب يعني أن هناك مخاوف كبيرة في دول مجلس التعاون الخليجي بشأن التزام الولايات المتحدة على المدى الطويل كضامن لأمن المجلس.