ذكرى عيد الاستقلال ال30 من نوفمبر..نقطة انطلاق نحو التحرير
بقلم /مروان حليصي
يحزُ في نفوسنا جميعآ ان نحتفل بالعيد ال49 لثورة الاستقلال لجنوب وطننا الغالي من احتلال مملكة لم تغب عنها الشمس دام ل128 عامآ مورست خلالها ضد اخوتنا في جنوب الوطن شتى اساليب القهر والاذلال والعبودية وسلبت حريتهم وانتهكت اعراضهم وخدشت كرامتهم على يد المحتل الباغي الذي اجبرته تضحيات شعبنا على الرحيل عن ارض الوطن وخروج اخر جندي له من عدن في ال30 من نوفمبر المجيد 1967م، ان نحتفل بهذه المناسبة العظيمة والغالية على قلب كل يمني ويمنية وجنوب الوطن يرزح تحت وطأة المحتلين الجدد في اطار عدوانهم الغاشم الذي شنوه على شعب اليمن شمالآ وجنوبآ منذ مارس من العام الماضي تحت ذرائع ومبررات واهية لا ترتقي لانهار الدماء التي سفكوها ولا بهول الخراب الذي حل ببنيتنا التحتية وبمنازل المواطنين وممتلكاتهم الخاصة وكل شيء طاله حقد الغزاة والمحتلين الجدد الذين لا يختلفون عن سابقيهم من المحتلين سوى انهم من اشقاءنا وجيراننا المفترضين ومن تربطنا بهم روابط الدين والعروبة والمجورة ، إلا انهم تنكرو لكل ذلك ولم يشبع حقدهم على الشعب اليمني قتل وجرح عشرات الالاف من ابناءه وتدمير كل مقومات الحياة وفرضهم حصار بري وبحري وجوي خانق منع عن المواطنين دخول المواد الاساسية ومستلزمات الحياة الاساسية والادوية والوقود وصولآ الى المساعدات التي بحاجة اليها اكثر من 80% من المواطنين طبقآ لوكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤن الانسانية استيفن اوبراين في مؤتمر صحفي عقده بمطار صنعاء مطلع فبراير الماضي، ولم يكفيهم ذلك حتى شرعو اليوم في تنفيذ هدفهم الحقيقي لعدوانهم المتمثل في تقسيم البلاد وتفكيكها واضعافها تحت مسمى الاقاليم الاتحادية التي تسعي من خلالها دول العدوان الى بسط نفوذها على جنوب الوطن و قضم بعض محافظاته اليها بعد تقسيم جنوب الوطن الى عدة اقاليم وليس اقليم واحد.
وكم هو مؤسف ان يحتفل اليمنيين في شمال الوطن بعيد الاستقلال ويحيون الفعاليات والمهرجانات الرسمية والشعبية في مختلف المحافظات بينما اخوتنا في الجنوب يزج بهم المحتل الاماراتي في سجونه في عدن وحضرموت وابين وغيرها من محافظات جنوب الوطن مستخدمآ شتى اساليب التعذيب والاذلال ضدهم بعد ان وضع اجزاء من البلاد تحت رحمة التنظيمات الارهابية والتكفيرية تعيث فيها فسادآ وتقتل النفس المحرمة بالهوية والمناطقية والسلالية ، ودون ان تكلف نفسها تلك القوى على الاقل عناء توفير بعض الخدمات الاساسية للمواطنين لاسيما وقد حرمتهم من اهم نعمة وهي نعمة الأمن والامان التي على اثرها زادت موجة الاغتيالات ولقي العشرات من المواطنين والقيادات العسكرية والمدنية مصارعهم برصاص الجماعات الارهابية التي تسيطر على كثير من المناطق في الجنوب كنتيجة فعلية للاحتلال .
فاليمنيون اليوم ومن بين ركام منازلهم المدمرة ، ومن وسط جراحاتهم العميقة ومآسيهم يحتفلون بهذه المناسبة العظيمة والتاريخية وبلدهم الفقير يتعرض لعدوان كوني منذ اكثر من عشرون شهرآ بقيادة امريكا والمملكة السعودية ضمن تحالفهم الشيطاني الذي حول البلاد الى مجلس عزاء في ظل غزارة القصف وكثافة غارات طائراته التي وصلت الى 150 الف غارة جوبة نتج عنها جرائم فضيعة بحق المدنيين يندى لها جبين التاريخ، حيث وان الشعب اليمني لم يكن يوما ما معتديآ على احد او شكل تهديدآ حقيقآ على دول الجوار ومنها المملكة التي حقنت قيادتها بشكل مبكر بفوبيا ايران ، وللاسف لم تفسد مفعولها رغم كل محاولات العقلاء من احرار هذه الامة فعل ذلك من خلال النصح الذي لم يلقى اذانآ صاغية من قبلها ، ولم تتدارك حجم المؤامرة التي تستهدفها هي في الاساس من وراء هذه الحرب، وان البعبع الايراني لا اكثر من وسيلة لاستنزاف ثروات شعبها في حال احسنت صنعآ مع شعبها وكل شعبها.!!
فالشعب اليمني يحتفل اليوم بهذه المناسبة الملهمة رغم جراحه المثخنة وبؤسه وجوعه ومرضه جراء العدوان، والتي استحضرت معها بطولات اباءه واجداده في مقارعة المحتل البريطاني ومقاومته واجباره على الرحيل عن ارض الوطن في ال30 من نوفمبر من العام 1967م ، وهي ما تشكل حافزآ لدى ابناءه للدفاع عن وطنهم و تزيدهم القوة وتبعث فيهم روح الكفاح والقتال ضد المحتلين والغازاة الجدد حتى تطهير كل شبر من وطنهم الحبيب ، لطالما وإرادة الشعوب لا تقهر، والتاريخ لا يكذب في ذلك ، ولا نامت اعين الجبناء.