بحكومة الإنقاذ استكملت مؤسسات الدولة .. ماذا عن الخطوة التالية ؟
بقلم /د. عبد الخبير المهيوب
أخيرا أعلنت حكومة الإنقاذ الوطني في اليمن التي انتظرها الشعب اليمني كثيرا وبتشكيلها وادائها اليمين الدستورية اكتملت المؤسسات الرسمية العليا لإدارة الدولة في اليمن.
المجلس السياسي الأعلى ( سلطة رئاسة الدولة ) ومجلس النواب ( السلطة التشريعية ) ومجلس الوزراء ( السلطة التنفيذية) يمثل وجودها اليوم وفي ظل ما يواجهه اليمن من عواصف انتصارا كبيرا يضاف إلى قائمة الانتصارات المحققة على الأرض بعد مضي 20 شهرا من العدوان الهمجي على اليمن.
ما أسعد الجميع في تشكل الحكومة هو كيفية تشكيلها فلأول مرة تشكل حكومة وطنية في اليمن تتمثل فيها كل القوى المناهضة للعدوان على اختلاف مشاربها وتمثلت فيها كل المحافظات اليمنية وتشكلت بقرار يمني حر ومستقل بعيدا عن الإملاءات الخارجية، وتكونت من شخصيات وطنية عرفت بمواقفها المشرفة في مواجهة العدوان ، وكذلك عملية الإختيار الموفق لشخصيات الوزراء التي لا شك أنها تحمل من الكفايات الإدارية القادرة على تنفيذ المهام الموكلة اليها بحكمة واقتدار والتي بلا شك ستجعل اليمنيين يعلقون عليها آمالا كبيرة في إنقاذ وطنهم بما يمكن إنقاذه، وفي معالجة الأوضاع المتردية والإختلالات الإدارية والاقتصادية والخدمية التي تعيشها البلاد جراء العدوان.
لا شك أن أمام هذه الحكومة مسؤولية جسيمة تتمثل في عملية الإنقاذ وإعادة ترتيب البيت اليمني وإصلاح ما أفسده العدوان الخارجي ومرتزقته في الداخل، وتفعيل جهود مواجهة العدوان بشكل أوسع يرفع من مستوى التحدي والصمود أكثر فأكثر .
ولا شك أيضا أن هذه الحكومة غير قادرة لوحدها على أداء مهمتها الجسيمة في هذه الظروف الصعبة التي تحيط بالبلاد عسكريا واقتصاديا مالم يكن الجميع الى جانبها ..
لكن من المؤكد أن هذه الحكومة لن تكون لوحدها في الميدان فكل أبناء اليمن الأحرار الشرفاء سيقفون الى جانبها كل من موقعه المرأة ، والرجل ، الفلاح ، والطالب المدرس ، والأستاذ الجامعي ، الموظف ، ورجل المال والأعمال .. ﻷن هذه الحكومة كانت مطلبا شعبيا ملحا تحقق بعد طول انتظار رغم كل الضغوط الدولية والمحاولات التي أعاقت تشكيلها. إن كل مواطن يمني شريف في هذه المرحلة التي يعيشها اليمن بلا شك سيكون نصيرا لهذه الحكومة في تنفيذ مهماتها إن أهم مساندة ومناصرة للحكومة الجديدة يتمثل في المزيد من اليقظة والانتباه للحفاظ على الأمن والإستقرار الداخلي ومساعدة رجال الأمن والجيش واللجان الشعبية في الدفاع عن الوطن ومراقبة كل التحركات المشبوهة لجماعات المرتزقة والمخربين أينما وجدوا والابلاغ عنهم، فهذا عمل وطني يقع على عاتق الجميع و نلمسه من المواطن اليمني كل يوم.
المواطن اليمني الحر أينما كان وحيثما يكون إذا لم يكن في الجبهات فإنه لايغفل لحظة عن مراقبة تحركات العدوان ومرتزقته سواء كان هذا المواطن متواجدا في المدن أوالقرى ، في الجبال أو الصحارى ، في الوديان أو السواحل فإنه يؤدي واجبه يراقب ويتابع ويبلغ عن أي نشاطات مشبوهة تمس أمن واستقرار وطنه وتساند العدوان ، وهذا الواجب عادة تقوم به الشعوب عندما تتعرض بلدانها لعدوان خارجي .
إن العالم كله ينظر الى اليمنيين نظرة إعجاب وفخر ﻷنه في ظرف كهذا الذي تتعرض فيه اليمن ﻷكبر عدوان إقليمي ودولي وأممي همجي تدميري يجد اليمنيين أهل الواجب ورجال الرجال ورمز الصمود والتحدي قد جعلوا من أنفسهم حماة لأمن واستقرار بلادهم، فحملوا السلاح فمنهم من اتجه محاربا نحو الجبهات للدفاع عن وطنه إلى جانب الجيش واللجان الشعبية ومنهم من ظل في الداخل يحمي المدن والقرى من عصابات العملاء والخونة والمرتزقة والعصابات الإرهابية
التي تحاول المساس بأمن واستقرار اليمن خدمة للعدوان ..
واجبات وتحديات أمام الحكومة
شيء آخر نذكر به حكومة الإنقاذ الوطني هو أن أي حكومة إنقاذ تشكل في أي بلد في العالم إذا أرادت أن تنجح في مهامها فإنها كثيرا ما تترك العمل المكتبي وترتبط بالميدان لأنها تدرك أن ما تريد إنقاذه موجود في الميدان وليس في غرف المكاتب .
ولا شك أن حكومة الإنقاذ الوطني المشكلة ستنزل الى الميدان وسيكون عملها ميداني أكثر منه مكتبي .. لأن المواطن اليمني الذي انتظر ميلاد هذه الحكومة بقدر ما أسعد بتشكيلها بقدر ما يطمح أن يراها تؤدي دورا رياديا فاعلا في الأداء والإنجاز يرى ويلمس نتائجه في الميدان فهي تعرف أن المواطن اليمني سيراقب نشاط كل وزير فيها وسيعرف مدى قدرات ومهارات وخبرات الوزراء في إدارة الأزمات وحل المشكلات التي تعيشها وزاراتهم وأنه سيتابع كيفية أداء الوزراء في التغلب على العقبات وأنه إما تعظيم سلام وإما شيء آخر ، ﻷن المواطن اليوم غيره بالأمس.
أساليب راقية ستتخذها الحكومة
من المؤكد أن وزراء حكومة الإنقاذ الوطني سيكونون منفتحين على أهل العقول النيرة في البلد وسيبحثون عنهم للاستفادة من آرائهم وخبراتهم ومشوراتهم فما خاب من استشار واستعان ، وما أكثر المتنورين والحكماء في اليمن ، ومن المؤكد أيضا أن الوزراء سيتبعون أسلوب الإدارة الديمقراطية ذات المناخ الإداري المفتوح في أعمالهم وسلوكاتهم الإدارية .. وسوف يحسنوا اختيار بطاناتهم ﻷنهم يدركون أن الإدارة ذات المناخ المغلق لن تمكنهم من التعرف على المشكلات ومكامن الخلل الذي يريدون إصلاحه ، وأن البطانة السيئة لن تجلب لهم الا الفشل والسمعة السيئة بعكس البطانة الصالحة والمخلصة والشريفة والنزيهة التي تعتبر من أهم عوامل نجاح المسئول في عمله سواء كان رئيسا أو وزيرا أو مديرا عاما.
حقيقة الشعب اليمني أسعده كثيرا تشكيل الحكومة واكتمال مؤسسات الدولة الرسمية ..
وحقيقة أن اليمن اليوم بعد كل التضحيات الجسيمة صار سيد قراره فبتشكيل الحكومة طمس آخر سطر في قرار الوصاية الخارجية على اليمن ..
ولكن لا ننسى أن هناك عدوان غاشم همجي قذر يطمع في اليمن ولا يريد الخير لليمنيين ..لهذا ننطلق معاعلى بركة الله حكومة وشعبا جيشا ولجانا نحو إنقاذ الوطن ومواجهة العدوان حتى تحرير كامل الأرض التي وضع العدوان الخارجي يده عليها.
نسأل الله أن يمدحكومتنا المباركة بالعون والتوفيق والسداد
ومن نصر إلى نصر.