الصيادون…بين مطرقة قرصنة العدوان و سندان غاراته
بقلم/مروان حليصي
الصيادون هم اكثر فئات الشعب اليمني التي ليس باستطاعتها تحمل تبعات شهر واحد من العدوان الهمجي الذي ترافق بحصار بري وجوي وبحري اودى بحياة العشرات منهم واحرق وأغرق مركباتهم وقواربهم بشكل متعمد باستهداف طيرانه الحربي المباشر لها او بواسطة قطعة الحربية التي تجوب المياه الاقليمية اليمنية على مدار الساعة بما يوحي بسلوك العقاب الجماعي الذي يمارسة العدوان على الشعب اليمني بمختلف فئاته وشرائحه دون تفريق، فهم شريحه كبيرة من المجتمع التهامي التي تتقن مهنة الاصطياد توارثتها اب عن جد ، بعد أن ضاق بهم شضف العيش في البر ولم يستطيعو الحصول على وظيفة او عمل يؤمن لقمة العيش لاسرهم الفقيرة لاسيما وهم اكثر المجتمعات آمية في محافظة الحديدة بشكل خاص واليمن بشكل عام ، يقضون معظم اعمارهم في اعماق البحار بحثآ عن ما يصطادونه من الاسماك التي هي مصدر رزقهم الوحيد لهم ولأسرهم التي تصبح على حافة الجوع في حال عادو بدون ذلك، فهم الشريحه الاكبر من الشعب التي نالها نصيب من جرائم العدوان مرتين ، الأولى وهم في البر حيث يسكن اغلبهم مع اسرهم على الشريط الساحلي الذي حوله العدوان الى مسرح عمليات استهدفت طائراته وبوارجة منذ بدء العدوان منازلهم وممتلكاتهم ومزارعهم مما الى استشهاد العشرات منهم وتدمير منازلهم وانقطاع مصادر دخلهم الوحيده جراء استهداف قواربهم واحراقها من قبل العدوان، لاسيما وهم من أولئك الذين لا يغطي ما يجنوه من مال في اليوم سوى مصروف الاسره لذلك اليوم فقط،ولا يكفيهم للادخار لليوم التالي فقط ، والثانية بحصاره البحري الذي فرضه على السواحل اليمنية منذ بدء العدوان الذي تجاوز مضمونه من مراقبه السواحل اليمنية ومنع تدفق السلاح حسب زعمة الى الاعتداء على الصيادون بالضرب المبرح واختطافهم والتحقيق معهم بأساليب قذره تضمنت اساليب تعذيب جسدي واغراق في براميل مملؤه بالمياه وتعذيبهم بالنار وقلع الاظافر وغيرها من اساليب التعذيب اللا انسانية لحثهم على الاعتراف باشياء لا يدرون عنها شيء او لاستخراج بعض المعلومات المتعلقة بالجيش واللجان والشعبية ، حيث ما زال الى يومنا هذا عشرات المحتجزين مع قواربهم لدى تحالف العدوان الذي يقتادهم من المياه الاقليمية اليمنية ، والبعض الأخر تم اقتياده وهو يصطاد في عمق المياه الاقليمية الارتيرية بموجب تصريح رسمي من السلطات الارتيرية بالاصطياد في مياهها لمده نصف شهر مقابل 4000دولار يدفعه الصيادون للحكومة الاريترية ، حيث يتداول كثير من الصيادون عن رفض السلطات الارتيرية قطع تصاريح جديده او تجديدها كمطلب سعودي نفذته السلطات الاريترية بحذافيره، وامام تصلب سعودي في محاربة المواطنين في قوت يومهم وامعانة في زيادة معاناتهم من خلال تضيقه عليهم في طلب رزقهم اصبح الصيادون بين مطرقة استهداف بوارج العدوان لهم في وسط البحر او اختطافهم مع قواربهم الى اماكن غير معلومة ، وسندان الغارات الجوية والقصف البحري الذي يطال منازلهم واسرهم باستمرار ، وفي ظل الفقر المدقع الذي يستوطن اسرهم المعدمة التي اصبحت لا تملك قوت يومها او ما يسود جوعها ، مما جعل ارباب ارباب اسرهم بين خيارين احلاهما مر وموت، فأما خوض غمار المغامرة بارواحهم بالاصطياد بحثآ عن لقمة عيش كريمة لاسرهم واطفالهم الذين ينتظرونهم على امل العوده بقيمة المأكل والملبس، او البقاء في منازلهم يفترشون الارض ويلتحفون السماء من شدة كرامتهم ، إذا حالفهم الحض ولم تنثر ألة الموت السعودي الموت عليهم من السماء كما فعلت مرات عدة مع الاخرون، وما تلك الصور المؤلمة لاطفال آكل الجوع من اجسادهم التي ضهرت على شاشات وسائل الاعلام لخير دليل على عزتهم وتفضيلهم لخيار الموت بدلآ من مد ايديهم للآخرين .
فمعاناة الصيادون ليست محصورة بالجوع فقط ولا تنتهي بسلة غذائية في ظل عدوان تعمد استهداف كل مقومات الحياة ، بل انها اكثر من ذلك، ونقدر حقآ وصول القائمون باعمال الوزراء الى المحافظه وبحثهم الحلول الممكنه للمشكلة بناء على توجيهات قيادة الثورة ممثلة بالسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي وقيادة المجلس السياسي الآعلى ، وعقدهم الاجتماعات المتعدده لمواجهه هذه الكارثة الانسانية، وما نوده منهم الآخذ بعين الاعتبار فقدان الصيادون لمصادر رزقهم ، وحاجتهم للمسكن بعيدا عن الساحل لكون منازل اغلبهم اضحت مدمرة والاخرى عرضة لاستهداف الطيران، وافتقادهم للغذاء والمياه الصالحة للشرب، وكل ما يتعلق بديمومة الحياة لديهم ، مما يتطلب إيلاء القضية الأولوية حسب الامكانيات المتوفرة، والقيام بدراسة شاملة وتفصيلية بكل القضايا والمشاكل التي يعيشها الصيادون جراء العدوان، ليتم على اثرها تفعيل عملية التواصل مع المنظمات الدولية والمؤسسات والداعمين من رجال المال والاعمال وتقديم الخطط والمشاريع التفصيلية لهم لتنفيذها بما يخفف معاناة اصحاب البشرة السمراء .