دوي “بركان” اليمن يزعزع العدوان السعودي…
بقلم / مصطفى السعيدى
وصول الصاروخ “بركان1” اليمني إلى مطار الملك عبد العزيز في مدينة جدة السعودية نقلة نوعية في مسار المعركة بين الشعب اليمني وحكام السعودية، ويؤكد عزيمة الشعب اليمني على التصدي للعدوان رغم الحصار البري والبحري والجوي، والخلل الكبير في موازين القوى، بامتلاك المملكة أحدث أنواع الأسلحة، بعد أن تصدرت قائمة أكبر مستوردي السلاح في العالم، بينما اليمن بدون طائرات أو سفن أو مضادات للدفاع الجوي، ويعتمد على اسلحة خفيفة ومتوسطة.
الحدث كان مدويا على الصعيد السياسي والإعلامي، وأصاب المملكة بحالة من الهلع، جعلها تلجأ إلى وسيلة دعائية متدنية، وهي الادعاء بأن الصاروخ اليمني كان يستهدف مكة المكرمة، في محاولة لاستدرار تعاطف الشعوب الإسلامية، والتغطية على مجزرة قصف صالة العزاء في صنعاء، التي حاولت المملكة التنصل منها بادعاءات ثبت أنها كاذبة، وتأكد أنها تعمدت الإغارة بالطائرات وقتل حضور العزاء، في واحدة من أبشع جرائمها في اليمن.
التطور السريع في القدرة الصاروخية اليمنية أثار دهشة المراقبين، الذين اعتقدوا أن اليمن المحاصر لا يمكنه الصمود لأيام أو لأسابيع أمام جيوش استأجرتها السعودية من كل بقاع الأرض، ودفعت الكثير من الأموال لمؤسسات أممية ودول لتشتري قراراتها وانحيازها للعدوان، ومع ذلك فإن المقاتل اليمني قد تحدى كل هذه الظروف، واستطاع التوغل البري داخل السعودية في نجران وعسير وجيزان، ليضرب معنويات المعتدين في مقتل، وجاء الصاروخ بركان الباليستي ليؤكد قدرة اليمن على الضرب في أعماق كانت تبدو مستحيلة، فالصاروج اجتاز نحو 800 كيلو متر، ليضع المملكة في مأزق شديد، ويفرض معادلات ردع جديدة، فلا يمكن للمملكة أن تقيم قبة حديدية على تلك المساحات الواسعة التي يمكن للصواريخ اليمنية أن تصل غليها، خاصة أن مساحة المملكة واسعة، بعكس الكيان الصهيوني، ولهذا تحتاج إلى نشر المئات من منظومات الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية، وهو ما يلقي عليها أعباء مالية جديدة، لم يعد بمقدورها أن تتحمل المزيد منها، في ظل انخفاض أسعار النفط، والعجز المتزايد في الموازنة، والذي اضطر المملكة لأول مرة إلى تنفيذ برامج للتقشف، وخفض أجور موظفيها، والاستغناء عن أعداد كبيرة من العمالة الأجنبية ، وفرض الضرائب وخفض الدعم على الكثير من السلع والخدمات.
لم يعد أمام المملكة إلا أن تقدم المزيد من التنازلات، وتتراجع عن الشروط التي وضعتها لوقف العدوان على الشعب اليمني، وقد أخذت تخفض سقف شروطها مرة تلو أخرى، ومع ذلك فإن الشعب اليمني مصمم على استعادة سيادته الكاملة عن أراضيه وقراراته.
لقد بدأت الصواريخ اليمنية تدخل معترك العمليات منذ شهور فليلة، بدأت بدك مواقع العدوان في مأرب، لكنها مداها أخذ في الزيادة السريعة، ويصل إلى نجران وعسير، حتى بلغ جدة، وهو ما يعني أن بالإمكان ضرب الرياض، وتهديد كامل مساحة المملكة إذا ما استمرت وتيرة التطور في منطومة الصواريخ البالستية، التي عجزت الطائرات السعودية والأمريكية عن ضرب منصاتها أو أماكن تصنيعها.
أصبحت الصواريخ اليمنية رمزا للإرادة اليمنية، وبركانا يهز مضاجع آل سعود، ويؤكد لهم أن لشعب اليمن القدرة على الثأر من العدوان، وتحطيم صلف وغرور المعتدين، وأن الإرادة أقوى من المال، مهما اشترى من أسلحة وضمائر.