الازهر الشريف ،،، ومحاولة إغراقه في الوحل
بقلم#مروان حليصي
الخارجية المصرية ” تدين قيام الميليشيات الحوثية اطلاق صاروخ باليستي اتجاة المكة المكرمة” ، مؤكدة على ان “هذا العمل يمثل تطورا خطيرا، وسابقة غير مقبولة، واستخفافا لا يمكن السكوت عنه بحرمة الأماكن الإسلامية المقدسة، وبأرواح المدنيين الأبرياء، وبمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم” ، كان ذلك هو بيان الخارجية المصرية المؤمنة التي اذا قالت صدقت وإذا قيل لها صدقت، ومن يقرأ بقية بيانها الذي اكدت فيه تضامنها الكامل مع المملكة، يشعر وكأن الكعبة المشرفة هي ملك اباءهم واجدادهم بني سعود، وانها قبلتهم فقط وليس ليست قبلتنا نحن وكل المسلمين، وتهمنا نحن اليمنيين اصل العروبة وانصار رسول الله واحفاد الاوس والخزرج قبل أولئك بني سعود احفاد مردخاي اليهودي الذين ما فتأو في شيء إلا واستخدموه لتحقيق مآربهم ومشاريعهم التدميرية في المنطقة، واخرها التوظيف السياسي لقدسية مكة في حربهم العبثية التي شنوها بأسم الدين والرب على الشعب اليمني؛ ولكن وكان يجدر بالخارجية المصرية ان تتآكد فعلآ ان هدف الصاروخ هي المكة المكرمة وليس مطار الملك عبدالعزيز الذي وصل اليه وبكل اريحية وهو بكامل قواه العقلية والجسدية ولم يتعرض لأي مضايقات في طريقه الى المطار، وكان الاجدى بها وقيادتها اولآ على الآقل التأكد من سلامة مطار عبدالعزيز عبر مخبريها وجواسيها في المملكة اذا كان فعلآ ايمانها قوي ولا احد ينازعها فيها ، الذي جعلها تصدق تهريج العسيري و تعتقد بأن اليمنيين يستهدفون قبلتهم-مكة المكرمة ؛ وقبل ذلك لماذا عليها الانصات والاستماع للكذب السعودي وتصديقة وبهذه السرعة ،دوة الاستماع على الأقل للطرف الأخر او تتابع ما يقوله في إعلامة، لاسيما وهو الذي احرص منها ومن المملكة على الكعبة والمقدسات الاسلامية؛ واذا كانت فعلآ حريصة على المقدسات الاسلامية وارواح الابرياء كما زعمت في بيانها فلماذا لا نراها تسخر وتوجهه ذلك الحرص نحو القدس الشريف الذي يتعرض لعمليات تهويد واستمرار عمليات الحفر اسفلة من قبل الصهاينة التي تعرضه للهدم والسقوط ؛ ولماذا لا تحرص على دماء المدنيين من اخوتنا ابناء غزه المحاصرين منذ سنوات بمشاركتها ومباركتها لاسيما وهي التي دمرت مئات الانفاق على طول شريط الحدود مع غزة ، التي تعد بمثابة شريان حياة لملايين المحاصرين من ابناء غزة الذين يستخدمونها لإخراج مرضاهم وطلابهم وحجاجهم وتهريب حاجاتهم من المأكل والمشرب والملبس والدواء وبعض المتطلبات التي تساعد في استمرار مقاومتهم للاحتلال في ظل استمرارها اغلاق معبر رفح الحدوي المنفذ الوحيد لابناء غزه نحو العالم الخارجي مع استمرار سياسة الحصار والتجويع التي تمارسها اسرائيل ضدهم ؛ انه انفصام الشخصية ذلك البيان وعملية استرزاق فقط ولا اقل من ذلك، وهو ليس بالمفاجئ لنا، بل انه متوقع وما هو اكثر منه؛ ولكن الذي يؤلمنا حقآ دخول علماء الازهر الشريف على خط النفاق ذلك وتقزيمهم للأزهر الشريف وتاريخة وعلماءه الأجلاء والزج بهم في الحرب السعودية الدنيئة على الشعب اليمني ، وذلك عبر استنكاره لما هو غير موجود او واقع ، وادانته لشيء لم يحدث ولن يحدث، بل لحالة كذب وبهتان وحدث مختلق ، وكان الارقى بقيادته الآخذ بكلام الخالق قبل كلام العسيري ، وتذكر قولة تعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)) والعمل به قبل الانسياق حلف اكاذيب العسيري وقيادته ، وبالمناسبة كان من الأَوْلَى به استنكار وادانة مجزرة الصالة الكبرى بصنعاء وبقية المجازر التي ارتكبها العدوان السعو-امريكي بحق اليمنيين وعمليات الخراب والتدمير التي طالت ممتلكاتهم على امتداد عام وسبعة اشهر من العدوان وعلى مرآى من المجتمع الدولي برمته، او استنكاره لقصف المساجد والمستشفيات وخزانات المياة ومساكن المواطنين الابرياء ، وإدانته لكل الفضاعات التي ارتكبت بحق اليمنيين الارض والانسان وهي كلها موجودة وواقعية وموثقة ؛ وليس ادانة واستنكار اباطيل واحداث وهمية ومزيفة ومختلقة . انه الوحل والفخ الذي يود النظام السعودي ان يُسقط فيه ويشرك فيه كل الهيئات والمؤسسات الدينية والعلمية والتي تملك التأثير في اوساط الشعوب الاسلامية وصاحبة الثقل ولها تواجد في قلوب المسلمين، حتى يكسب مزيدآ من المشروعية في جرائمة ويتمادى كثيرآ في ارتكاب جرائم بحق المدنيين وسفك دماء المسلمين، وفي النهاية من يسقط في الوحل ويدنس فيه تاريخه وأرثه ووجوده لن يكون كما قبل سقوطه، ولن يحظى بنفس التواجد والهيبة والقدسية التي حظى بها في السابق ، وهو ما توده المملكة بوهابيتها من وراء ذلك ، واشراكها للازهر الشريف في حربها على المدنيين من خلال ادانته واستنكاره لوقائع كاذبه ومختلقه، وعدم اكتراثه لجرائم فظيعة يندى لها جبين الانسانية طالت الشعب اليمني، وكأنه كمن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض ، وهذا ما لا نوده من علماءنا الأجلاء-علماء الازهر الشريف الذين نأمل منهم ان يكونو العقل الراجح في زمن تلاشت فيه العقول وتبلدت، والمرجعية الاصل في زمن انعدمت فيه المرجعيات ، وذلك على الأقل كما عهدناهم سابقآ، ودولتهم التي انتصرت للعروبة في عهد الزعيم جمال عبدالناصر رحمة الله ، وكفى بالمؤمنين شر القتال.