أروى غير

كتب / عباس السيد

أن تكون مواطنا مدنيا ، يعني أن تكون قادرا على التعايش مع من يختلفون معك سياسيا ، ثقافيا ، مذهبيا ، إثنيا ، وأن تحترم وتدافع عن حقوقهم .. ليس المقصود أن تكون ملاكا ، لكن احترامك للآخر ، يجبره على احترامك والتعامل معك بالمثل .

قد لا يكترث الناس لأخطاء مواطن من هذه الفئة أو تلك ، لكن الوزير أو المسؤول الذي يدعي أنه مدني ، تكون مسؤوليته في هذا الجانب كبيرة ، ويكون خطأه كارثيا على المجتمع بأكمله .

ومن سوء حظ اليمنيين أنهم ابتلوا على مر التاريخ بمسؤولين كارثيين ، كان لهم دور كبير في وصولنا إلى هذه الحالة المزرية . ومع ذلك كانوا ينكرون أخطاءهم أو يغلفونها بأقنعة مزيفة . ولا يجرؤون على الجهر بسوئهم كما تفعل وزيرة الثقافة السابقة في حكومة بحاح ، أروى عثمان ، التي لا تتورع عن الدفاع عن حقوق ” يهود الشرق الأوسط ـ السفارديم ” . بينما تتعامل مع طائفة من شعبها وجغرافيا من وطنها كزائدة دودية ينبغي استئصالها .

من مبنى ترابي آيل للسقوط في القاع ” أسمته بيت الموروت الشعبي ” انطلقت أروى كالصاروخ إلى كرسي وزارة الثقافة في الجمهورية اليمنية ، مع أنها عاجزة عن أن تتجاوز بثقافتها محيط سوق الصميل في حي حوض الأشراف بمدينة تعز .. لا ثقافة ، لاسياسة ، لا كياسة ولا فطانة .

هي لا تفقه حتى الدوافع الوطنية التي جعلت والدها المُدكن ، المواطن الطيب يسميها ” أروى ” فهي تؤيد بحماس صورة ” الملكة أروى ” كما قدمها الغربي عمران في روايته الأخيرة ” أروى ملكة الجبال ” ملكة لغرائزها ، لا ملكة عملت أكثر من الرجال لتوحيد وطنها ورخاء شعبها .

منذ فقدت كرسي الوزارة ، تعمل ” أروى غير ” بهيستيريا لتدمير النسيج الاجتماعي وسخرت كل مفردات الموروث الشعبي التعزي في معركتها ضد من يختلفون عنها من أبناء وطنها ، حتى أصبحت أكثر ضررا على تعز وأبنائها من ميليشيات الحوافيش و حمود والعباس وكل الفصائل .

لماذا تستخدمين المفردات الشعبية التعزية في معركتك مع أصحاب الهضبة وأصحاب الكهف ، أنت وزيرة ثقافة ، اشتميهم واسخري منهم بالنحو ، يعني تشتي تجرجرينا كلنا ؟ !!

أروى التي تهاجم الميليشيا وغياب الدولة ، هي أكثر من يستغل الانفلات والفوضى، ولو تم محاكمتها بالقوانين المدنية التي تتشدق بها على ما تنشره في صفحتها من سموم وقذارات وبذاءات لاحتاجت لعمر فوق عمرها لتنفيذ عقوبة السجن . لكن احمدي الله انك تستغلين حالة الفوضى واللادولة أكثر ممن تعملين ليل نهار لإدانتهم وتشويههم .

لا أعتقد أنها غبية، ولا تفقه ، فمن يراجع مواقفها ويتصفح منشوراتها يشعر أنها حاذق مبسبس . تعرف كيف تطلب الله ، من مشاركتها لمنشورات جمعية يهود الشرق الأوسط والإشادة بديمقراطية إسرائيل ، إلى تجنبها أي ذكر للعدوان والسعودية، وفي مجزرة القاعة الكبرى ، أكتفت برفع شعار ” لا للحرب ” وكأن ضحايا العزاء في الصالة كانوا في جبهة ميدي أو نهم أو سقطوا في البعرارة .

أنا هنا لا أطالب الوزيرة أن تندد أو تولول ، بقية المقال في أول تعليق

مقالات ذات صلة