ما هي السيناريوهات التي قد يتبعها تنظيم “داعش” الارهابي لتجنب الخسارة في الموصل؟

[26/أكتوبر/2016م]

متابعات – تهامة نيوز

اطلق الأسبوع الماضي  ائتلاف من القوات العراقية عملية لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل من تنظيم “داعش” الارهابي وتشمل العملية قوات الجيش وقوات الحشد الشعبي وقوات البيشمركة الكردية، وقوات من عدد من العشائر العراقية، وللحد وإبطاء من تقدم القوات المسلحة العراقية، استخدم تنظيم “داعش” الإرهابي مجموعة من الأساليب، فما هي السيناريوهات التي يتبعها تنظيم “داعش” الارهابي لتجنب تحرير الموصل؟

الهجمات الانتحارية وزرع الألغام

ان أهم مقياس مستخدم من قبل الجماعات الإرهابية لتفعيل خططها بقصف المواقع المستهدفة هي استخدام الانتحاريين، فالتفجيرات الانتحارية وزرع الألغام تأتي أيضا بهدف خلق الانقسامات والخلافات بين الجماعات الدينية لوضعها تحت اتهامات  متعددة في العراق، فواحدة من التدابير التي يتبعها تنظيم “داعش” الارهابي هي تنفيذ عمليات إرهابية في المدن والمناطق المختلفة في العراق، وهذا العمل يأتي بهدف إضعاف الوحدة بين الجماعات الدينية والسياسية العراقية المختلفة لتحقيق الهدف النهائي لتحويل الانتباه بعيدا عن الحسم في الموصل.

اتباع سياسة الأرض المحروقة

ان أهم مقياس من قبل الإرهابيين هو تدمير البنى التحتية في المناطق المستهدفة، فمن غير المرجح أن الإرهابيين سيسمحون بتحرير الموصل على يد القوات الحكومية بسهولة.

تقسيم الاراضي العراقية

 قبل بضعة أيام وبعد إطلاق عملية تحرير الموصل قام تنظيم “داعش” الارهابي بعمليات ارهابية في كركوك، وهي مقاطعة في شمال العراق واستهدف احتياطيات النفط والغاز الضخمة، فالأكراد في الشمال يقولون بأن كركوك ينتمي إلى إقليم كردستان العراق، والتقدم الملحوظ في الآونة الأخيرة لقوات البيشمركة جعل تنظيم “داعش” الارهابي في عملية الموصل يتطلع إلى الأمام، للفت انتباه الأكراد إلى كركوك في محاولة للحد من السلطة التنفيذية لقوات البيشمركة في الموصل، فقوات البيشمركة هي طرف أساسي في تحرير الموصل والهجوم والتعاون والتنسيق مع الحكومة المركزية العراقية حتى الآن يعتبر بانه ضربة قوية للإرهابيين في جبهات شرق الموصل.

تشويه صورة القوات التي تحرر الموصل من خلال لوحة المعركة وتجسيدها بصورة صراع طائفي

يسعى تنظيم “داعش” الارهابي الآن برسم لوحة حملة الحكومة الحالية لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل على أنها صراع بين السنة والشيعة، وفي الواقع، حيث يسعى التنظيم الارهابي للقول بان معركة الموصل هي جزء من حرب طائفية، وهذه الاستراتيجية التي خططت لها هذا الجماعة الإرهابية تستخدم لاستفزاز مشاعر المسلمين السنة في العراق.

ما هي أهداف الكامنة وراء هذه السيناريوهات؟

بقاء تنظيم “داعش” الارهابي في العراق

تسعى المجموعات الإرهابية في العراق وعلى رأسها تنظيم “داعش” الارهابي أن ينقذ نفوذه في العراق، باستخدام السيناريوهات والاستراتيجيات المذكورة أعلاه، حيث يريد التنظيم الارهابي الحصول على موطئ قدم في العراق الامر الذي بساعده على البقاء بشكل دائم في البلاد، وينبغي أن يؤخذ في عين الاعتبار أن جذور التظيم الارهابي نمت في البداية في العراق، فان هذا التنظيم الارهابي لن يرغب في مغادرة العراق إلى الأبد، حيث انه يستميت لكي يبقى له موطئ قدم واماكن في العراق الامر الذي يرفضه العراقيين انفسهم والقوات العراقية.

السعي نحو النفوذ والسلطة التنفيذية في العراق

سواء قبل التنظيم الارهابي او لم يقبل فانه عاجلا أو آجلا سيضطر إلى مغادرة العراق، وتنفيذ هجمات مختلفة في العراق هي الطلقات الأخيرة التي يمتلكها الان هذا التنظيم الإرهابي، فيسعى “داعش” من وراء القيام بعمليات متفرقة، ابراز قدراته على شن هجمات تخريبة بغية الحصول على انتصارات ومكاسب معينة.

تشتيت الجيش والقوات التي تتطوع لقتاله في عملية تحرير الموصل

حيث ان واحدة من الحيل التي تستخدمها الجماعات الإرهابية هي تنويع جبهات القتال في الصراع، ويتمثل الهدف الرئيسي وراء ذلك هو زيادة عدد الضحايا من قوات الأمن، وخلق شعور بأن الظروف الحرجة في المناطق المختلفة من العراق هي ليست استثناء، حيث يستخدم التنظيم هذه الحيلة للأدعاء بان الأوضاع في شمال العراق تصل إلى حد الأزمة الأمنية للضغط على القوات الحكومية إلى تقليص عملياتها في الموصل، ساحة الحرب الرئيسية لمكافحة الارهاب.

وبالتالي، فإنه يمكن ملاحظة أن الإرهابيين المنخرطين في صفوف تنظيم “داعش” الارهابي ولو في وقت لاحق يجب عليهم ترك التنظيم حيث نرى ان وجودهم بين العراقيين قد وشك على الانتهاء.

المصدر : الوقت

مقالات ذات صلة