مسارات وخطوط : بين خدمة الدين واستخدامه

بقلـم العقيد/ عبدالرحمن يحيى الموشكي

الاخوان (الاصلاح ) حركة دينية قبل ان تكون تيار سياسي ، تستخدم الدين وتجعله وسيلتها لتحقيق غاياتها، وهنا حين نتناول موضوعهم فليس لالقاء الضوء على ذواتهم وشخوصهم، بل محاولة لفك ذاك الارتباط بينهم وبين الدين،  وسوء تمثيلهم له بالذهاب الى مواقف وممارسات تضرب صميم الدين في مقتل.

لعل ابرز ما يعتنقه اصحاب هذا الفكر ذلك المبدأ الانتهازي بما يعرف (بالميكافلية) والذي يبرر استخدام اي وسيلة مهما كانت دناءتها للوصول للغاية والانضواء تحت أي تحالف قد يخدم مصالحهم وقاموا بصياغة هذا المبدأ بصيغة اسلامية وقالوا (ما لايتم الواجب الا به فهو واجب).

لم تكفهم حرف طبائعهم عن قيم الاسلام بل تجاوزوا الامر الى تحريفها ذاتها بقواعدهم تلك.. بينما مثل الخط المحمدي الرسالي أولئك الاعلام من آل بيت النبي صلى الله عليه واله وسلم بداية بالامام الصديق الهادي علي عليه السلام في اعلان موقفه الواضح من حرف مسار السلطة الاسلامية ومرورا بموقف الامام الحسين في محاولته تقويم الانحراف في أمة جده واصلاحه واقامة فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر المغيبة عن الامة ومنابذة الطواغيت والظالمين وعدم الرضا والسماح بتوليهم أمر المسلمين.

تلك المواقف ﻷئمة آل البيت الحاملة مشعل الحق في ظلمة الباطل وتضليل أئمة السوء لم تكن صبغة شخصية ﻷل البيت قد نقول اوصلتهم تقواهم لذلك … لا … بل منهج وطريقة وسنة وخط يبدأ من أنبياء الله الى أولياء الله وهاهو الامام الاعظم زيد بن علي يخرج على ولاة الظلم وهو يدرك وضعية الامة المغيبة عن القسط وهدي ربها ويقدر ضعف الناصر وقلة العدد وحجم تغول السلطة واستبدادها.

الا انه يدرك أن الامر اكبر من ذلك لا دخل للقدرات البشرية فيه و لا ينظر لمعادلاتها ولا يجعل ﻵنية الزمن معيار لانتصار الحق.

كانت نظرته أبعد من تخرصات البشر والتي كان يفهمها الباطل بسلطته وتخوفه من انبعاثها مجددا.
هو خط واحد للثورة الرسالية والتي اجمل معانيها ولخص مبانيها الامام الحسين بن علي كرائد لثورات الحق على الباطل والقسط على الاستبداد.

لكن ثورة الامام زيد بن علي اضافت بعدا اخر لمضمون الثورة الاسلامية وهو تجاوزها المنطق الشخصي والجدل التاريخي وايمانها بواقع الحق والباطل الراهن والمسئولية الفردية للحظة الزمنية الفارقة دون الهروب من المسئولية لالقاء العبء على الخطأ التاريخي.

وهاهي مسيرة الحق تمضي على خط الولاية لله خادمة لهذا النهج باذلة فيه المهج واقفة الموقف الذي يرتضيه الله مدافعة عن الدين والارض والعرض مقدمة اطهر واشرف ابناءها في سبيل ذلك بينما الاخرون امام ذلك اما مقاوم للحق مرتهن للمعتدي أو مضمر شر تحت رماد النار او ساكت عن كل ذلك.

هو خط أولياء الله الذي يشق مساره الى رضاء الله مضمونا ووسيلة ومسئولية خدمة له وترخص له كل التضحيات وهو على أي حال لا يمكن أن يلتقي أو يتقاطع مع خط عرض الدنيا وزينتها والذي جعل الدين مطيته.

مقالات ذات صلة