
طارق عفاش.. أداة إماراتية لتفكيك القبائل وفرض الهيمنة بالقوة
خاص – تهامة نيوز
منذ بروزه في مشهد الخيانة بدعم إماراتي مباشر، انتقل طارق عفاش من ضابط مغمور إلى قائد ميليشياوي يوظف نفوذه لخدمة الأجندة الإماراتية في اليمن. هذه التحولات لم تكن مفاجئة، فهي امتداد لإرث سياسي عائلي قائم على التحالفات الانتهازية، حيث يتموضع طارق اليوم في قلب مشروع خارجي يسعى لتفكيك القبائل اليمنية وإعادة تشكيل المشهد بما يخدم مصالح أبوظبي.
تحالف مشبوه وتبعية مطلقة
منذ اللحظة الأولى لعملياته في الساحل الغربي، حظي طارق عفاش بدعم إماراتي واسع مكّنه من بناء قوة عسكرية منفصلة عن أي إطار وطني، تعمل مباشرة وفق توجيهات أبوظبي. هذا الدعم لم يكن دون مقابل، فقد سخّر نفوذه لتنفيذ سياسات إماراتية تهدف إلى السيطرة على المناطق الاستراتيجية وإضعاف القوى المحلية التي قد تعرقل مشاريعها التوسعية.
بتركيزه على استقطاب الولاءات، قام طارق بتعيين قيادات موالية له، وضمان خضوع المعسكرات العسكرية للأوامر الإماراتية، مما جعله مجرد أداة تنفذ تعليمات الخارج. في ظل هذا الوضع، مُنعت الرموز الوطنية من الظهور في المناطق الخاضعة لسيطرته، ليحل محلها علم الإمارات وشعاراتها، في مشهد يعكس الهيمنة الأجنبية على القرار العسكري والأمني في الساحل الغربي.
إهانة قبائل الصبيحة.. خداع ثم قمع
في بداية تحركاته، حاول طارق كسب ودّ قبائل الصبيحة، مستغلاً حاجتها لقوة تحمي مصالحها، إلا أن نواياه الحقيقية سرعان ما انكشفت. تعامل مع أبناء القبائل كـ”بضاعة رخيصة”، وتفاخر بقدرته على توظيفهم لخدمة مشاريعه.
لكن الأمر لم يتوقف عند الاستغلال، فقد لجأ إلى سياسة قمعية ضد المعارضين من أبناء القبائل، وشن حملات اعتقالات تعسفية طالت حتى بعض القيادات العسكرية التي أبدت اعتراضها على سياساته. في ظل هذه الممارسات، تحولت مناطق الساحل الغربي إلى بؤرة قمعية يديرها طارق وفق توجيهات إماراتية صارمة، مما زاد من التوترات القبلية وعمّق حالة السخط الشعبي تجاهه.
اغتيالات وتصفيات.. الحكم بالدم
مع تصاعد الأصوات المعارضة داخل معسكراته، باتت التصفيات الجسدية أداة رئيسية يعتمدها طارق عفاش لإحكام قبضته على المناطق التي يسيطر عليها. خلال الفترة الأخيرة، تزايدت حالات الاختفاء القسري والاغتيالات الغامضة التي طالت ضباطًا وعسكريين رفضوا الانصياع لسياساته.
تشير التقارير إلى أن العديد من هؤلاء المعارضين وجدوا مقتولين بطرق غامضة، في مؤشر واضح على تبنيه نهج العنف والترهيب لترسيخ سلطته. هذه الممارسات تضعه في مصاف القادة الذين يفرضون نفوذهم بالقوة، غير آبهين بالقيم الأخلاقية أو المصلحة الوطنية.
زرع الفتنة.. تكتيك إماراتي عبر طارق
لم يكتفِ طارق بالقمع العسكري، بل لجأ إلى سياسة زرع الفتن داخل القبائل، عبر الترويج لمفاهيم الخيانة بين المشايخ، محاولاً تأليبهم ضد بعضهم البعض. هذه الاستراتيجية تتيح له فرض هيمنته دون الحاجة إلى مواجهة مباشرة، مستنسخًا بذلك النهج الإماراتي الذي يسعى إلى تفكيك النسيج القبلي اليمني وتحويله إلى كيانات ضعيفة يسهل التحكم بها.
إشعال الصراعات الداخلية يخدم مشروعًا أكبر يهدف إلى منع القبائل من التوحد ضد الاحتلال الناعم الذي تمارسه الإمارات عبر أدواتها المحلية، وعلى رأسها طارق عفاش.
القبائل بين الصمت والرضوخ
رغم كل هذه الانتهاكات، لا تزال بعض القيادات القبلية تلتزم الصمت، مما يعزز من استمرار سياسات طارق القمعية. فكل لحظة تمر دون رد فعل تعني تثبيت سلطته، وترسيخ نفوذه المستند إلى القوة والبطش.
إذا استمرت هذه اللامبالاة، فإن القبائل اليمنية ستصبح أكثر ضعفًا، وسيتحول الساحل الغربي إلى إمارات صغيرة خاضعة لحكم طارق، الذي لا يعمل لصالح اليمن، بل ينفذ أجندات خارجية بواجهة محلية.
الرد المنتظر.. هل تتحرك القبائل؟
يبرز طارق عفاش اليوم كنموذج للعميل الذي يستخدم النفوذ الخارجي لترسيخ سلطته على حساب مصالح الشعب. سياساته القائمة على القمع والتهميش وزرع الفتن لا تهدف إلى بناء وطن، بل إلى تأمين بقائه كأداة بيد الإمارات.
لكن التاريخ أثبت أن مشاريع كهذه لا تدوم. فهل ستتحرك القبائل اليمنية لوضع حد لنفوذه، أم ستظل رهينة لحكمه القسري؟