من اهداف ثورة ١٤ اكتوبر المنسية !!

بقلم / زيد احمد محمد الغرسي

تهامة نيوز

الى جانب اولى اهداف ثورة ١٤ من اكتوبر المجيدة والتي على رأسها تحرير جنوب اليمن من الاحتلال البريطاني وتوحيد اليمن جنوبا وشمالا ، هناك هدفا اخر كان حاضرا في وجدان الثوار و وادبيات الثورة لم يأخذ حقه بشكل كامل في التعاطي الاعلامي والتوثيق التاريخي للثورة وهو دعم القضية الفلسطينية .

لقد كان ثوار ١٤ اكتوبر يحملون همّ القضية الفلسطينية ويؤكدون وقوفهم ضد الاحتلال الاسرائيلي والامبريالية الامريكية ،وكانت تصريحاتهم ومؤتمراتهم السياسية لاتغفل عن هذ الهدف الهام ،

واستمرت الثورة في دعم القضية الفلسطينية وكان هناك دور كبير وميداني لثوار ١٤ اكتوبر ونوفمبر في الدعم بالسلاح والرجال والمشاركة في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي سواء في فلسطين المحتلة او في جنوب لبنان وهناك اسماء من مختلف المناطق اليمنية “شمالا وجنوبا” سطرت تاريخا عظيما في جهادها هناك .

واتذكر عند لقائي بالشهيد سمير القنطار تحدث لي عن عدة اسماء يمنية قاتل معها في جنوب لبنان وكان بعضهم قادة سرايا واصفا شجاعتهم بأنها استثنائية وان المقاتلين الفلسطينيين واللبنانيين كانوا يتعلمون منهم الروح المعنوية العالية ووصفهم بأنهم ماهرون في استخدام السلاح ولديهم شجاعة عالية وكانوا ينكلون بالاسرائيليين خلال المواجهات .

القضية الفلسطينية كانت مبداء وهدف ثابت لدى ثورة ١٤ اكتوبر ، ومن اهميتها عند قيادات الثورة انهم اعتبروا بأن ثورتهم في جنوب اليمن تأتي في طريق تحرير الاراضي العربية من الاستعمار والاحتلال  وعلى رأسها الاراضي الفلسطينية .

وهناك شواهد كثيرة على تبني ثورة ١٤ اكتوبر القضية الفلسطينية كأحد اهداف الثورة ومنها على سبيل المثال لا الحصر

ما ورد في بيان اعلان استقلال الجنوب في ٣٠ من نوفمبر ١٩٦٧م الذي القاه قحطان الشعبي كأول رئيس لجنوب اليمن ما نصه “وتعلن( جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) أنها قررت الانضمام الفوري لجامعة الدول العربية والالتزام بميثاقها.
وتؤكد أنها ستعمل سواء في نطاق جامعة الدول العربية أو بالعلاقات الثنائية على محاولة إيجاد صيغ عملية لتوطيد الروابط بينها وبين الدول العربية الشقيقة بالعمل من أجل تحرر فلسطين وسائر أجواء الوطن العربي التي مازالت تحت الحكم الأجنبي. ” .

كما اكد الحزب الاشتراكي في مؤتمره التأسيسي الاول عام 1978م استمرار (جمهورية اليمن الديمقراطية ) في دعم القضية الفلسطينية حتى تحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي حيث جاء فيه :

” وينطلق حزبنا في برنامجه على الصعيد العربي من اعتبار الوحدة العربية على اسس ديمقراطية وتقدمية من انبل وابرز اهداف حزبنا وجماهيرنا وسيناضل الحزب مع القوى الثورية العربية من اجل وحدة عربية ذات مضمون تقدمي كما ينطلق الحزب على هذا الصعيد من اعتبار القضية الفلسطينية قضية مركزية من قضايا حركة التحرر الوطني العربية ومن هنا فإن جمهورية اليمن الديمقراطية قد عملت وستواصل عملها لدعم نضالات الشعب الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية من اجل استعادة حقوقه الوطنية الشرعية الثابتة وإقامة دولته الحرة على ارضه ”
، وحينها كان حزباً حاكماً وسياساته انعكست كسياسة للدولة وبالفعل ترجم تلك السياسات في الواقع بالدعم الواضح للقضية الفلسطينية وللمقاومين الفلسطينيين ..

تطرقت لهذه النقطة الهامة لان ذكرى ثورة ١٤ اكتوبر جاءت هذا العام بالتزامن مع معركة طوفان الاقصى حتى يعلم ابناء الشعب اليمني وخصوصا ابناء المحافظات الجنوبية ، ان ما يقوم به بعض القيادات السياسية والعسكرية التابعة للاحتلال الجديد (السعودي والاماراتي) في هرولتهم نحو التطبيع واعلانهم ذلك بكل وضوح ، انما هو خيانة لثورة ١٤ اكتوبر وخيانة لدماء كل الثوار التي سقطت في مواجهة الاستعمار البريطاني ،

كذلك لان الاحتلال الجديد يحاول طمس هذا  التاريخ المشّرف من وعي ابناء المحافظات الجنوبية حتى يكونوا مهيئيين للقبول بالتطبيع مع كيان العدو الصهيوني ،

لكن ابناء الشعب اليمني بما فيهم ابناء الجنوب لن يتخلوا عن تاريخهم المشرف ولن يخونوا ثورة ١٤ من اكتوبر و٣٠ من نوفمبر وسيبقون اوفياء لاهدافها ومبادئها وثوارها الاحرار ، وما تقوم به بعض القيادات لا يمثل ابناء الشعب ولا ثورة ١٤ اكتوبر بل يمثلون انفسهم وسيلعنهم التاريخ كما لعن من قبلهم مرتزقة الاحتلال البريطاني ..
#زيد_احمد_الغرسي
#ثورة_14_اكتوبر

مقالات ذات صلة