احتشاد جماهيري بمدينة الحديدة لإحياء ذكرى عاشوراء 1445ھ
الجمعة، 10 محرم 1445هـ الموافق 28 يوليو 2023
الحديدة – تهامة نيوز
احتشد الآلاف من أبناء محافظة الحديدة، عصر اليوم في مسيرة جماهيرية بشارع الميناء بمربع مدينة الحديدة، لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام 1445ھ، تحت شعار “هيهات منا الذلة”.
وخلال المسيرة التي شارك فيها أعضاء من مجلسي النواب والشورى ووكلاء المحافظة وقيادات عسكرية وأمنية ومحلية وتنفيذية وأكاديمية وتربوية وعلماء ومشايخ، حمّل المشاركون، اللافتات المعبرة عن فاجعة كربلاء ومظلومية الشعب اليمني على مدى أكثر من ثماني سنوات والتي تشابه مظلومية الحسين وآل بيت الرسول.
وأكدوا عدم التراجع في مواجهة الطغيان المتمثل في قوى العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي.
ورفع المشاركون في المسيرة، الشعارات المنددة بجريمة حرق نسخ من المصحف الشريف في السويد وعدد من الدول الغربية، وتمسكهم بكتاب الله تعالى ورفض الاستفزازات لمشاعر المسلمين، وهتفوا بالانتصار للقرآن الكريم والدين والعقيدة والهوية.
وعكس المشاركون الذين تقاطروا من مديريات المحافظة لإحياء الذكرى، الروح الثورية وخصوصية التلاحم ووحدة الصف، مؤكدين أن الشعب اليمني سيظل متمسك بهويته الدينية وانتمائه للإسلام تجسيداً لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
وأشاروا إلى أن ذكرى استشهاد الإمام حسين عليه السلام، ليست من المحطات التاريخية العابرة فحسب، بل من أبرز المظلوميات التي سجلّها التأريخ الاسلامي، معتبرين إحياء الذكرى تأكيداً على مضي الشعب اليمني على نهجه في الموقف والمبدأ والقضية.
وجددوا التأكيد على المضي على نهج الثبات وخطى مواقف الحسين ورفاقه في فاجعة كربلاء المشهودة في التضحية والفداء واستلهام الدروس الإيمانية، في تعزيز تماسك الجبهة الداخلية في ظل محاولات الأعداء لاختراقها وفرض وصاية خارجية وتدخلات في الشؤون اليمنية.
وفي المسيرة استعرض وكيل أول المحافظة أحمد البشري، دلالات إحياء ذكرى عاشوراء لاستحضار أبرز الوقائع الأليمة في تاريخ الإسلام، وما مثلته حادثة كربلاء من فاجعة بحق الإمام الحسين وآل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
واعتبر إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين، محطة تربوية لترسيخ الوعي بما يتعرض له الإسلام ورموزه على امتداد التاريخ والماضي، وتعزيز الثقافة تجاه مشروع الإسلام الذي جاء والأمة غارقة في وحل الظلم وطغيان الشرك.
ونوه الوكيل البشري، بما خاضه الحسين وآله بيت النبي من معارك في مجابهة طغاة تلك الحقبة الزمنية ونصرة المستضعفين، والحث على توجيه النفوس لمكارم الأخلاق وبناء الأمة، على قيم الحق والعدالة وفق منهج المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.
وتطرق إلى جانب من منعطفات تأريخ الأمة وما حصل من انحراف في مسار الحق، خاصة بعد الحقبة الزمنية من وفاة النبي عليه الصلاة والسلام، مبيناً أن مسار الانحراف الذي تولد من الإسلام المستقيم من قبل الخط المعادي والمعارض لمسار الحق أفرز تشوهات في واقع الأمة الاسلامية.
وعدّ وكيل المحافظة، الإمام الحسين عليه السلام مدرسة إيمانية بما قدمه من تضحيات في مواجهة تيار الانحراف الذي أفرغ الدين من محتواه بالكفر والنفاق والظلم بعد أن تولى يزيد الخلافة، وانتشر في عهده الفساد والباطل والظلم، فكان الحسين الصوت الصادح بالحق وبداية الثورة لمواجهة هذا التيار.
وحيا التفاعل الرسمي والشعبي لأبناء الحديدة في إحياء الذكرى انطلاقا من مشروع الثورة لتصحيح حاضر ومستقبل الأمة .. منبهاً بما يُحاك ضد الأمة من مؤامرات لإشعال الفتن وما سعى ويسعى له الأعداء في الماضي والحاضر.
وتناول ما يحدث في حاضر الأمة من خيانة لدين الله والابتعاد عن منهج الرسول وآل بيته، يتجسد ذلك في مشاريع تخدم قوى الكفر ولا تنهض بواقع الأمة بل تهدم ما جاء به الرسول الأكرم ومخالفة لأوامر الله والتنصل عن المسئوليات الالهية.
وقال وكيل محافظة الحديدة “نقف اليوم في معركتنا مع تحالف العدوان، لنستذكر كربلاء، ونستحضر منهج الحسين في الجهاد والتضحية في سبيل الله، لنؤكد أننا أصحاب قضية عادلة في مشروع الدفاع عن الوطن والمضي في سبيل عزة وكرامة الأمة وحريتها”.
كما أكد أن احتشاد أبناء الحديدة بهذه الذكرى رسالة لدول العدوان وأدواتها باستمرار اصطفاف وتلاحم وصمود اليمنيين في مواجهة أعداء الوطن والحفاظ على الأمن والسيادة وعدم التنازل عن شبر من أراضيه.
وأفاد بأن قوى العدوان فشلت في كسر الصمود اليماني والمشروع الذي أرسى مداميكه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، مؤكداً أن من واجب الوفاء في هذه الذكرى تجسيد لنهج الإمام الحسين عليه السلام في الجهاد ومناصرة مشروع الإسلام ضد قوى الطغيان.
ولفت البشري الى أن تكرار الإساءة لكتاب الله وحرق نسخ منه يعد عملاً استفزازياً تديره المؤسسات اليهودية في الدول الغربية لقياس ردود أفعال الأنظمة الاسلامية، مؤكداً أن توحيد صفوف الأمة وخروجها من بوتقة الضعف والهوان، هو الحل لكسر غطرسة اللوبي الصهيوني.