آل سعود … تكاليف العمالة القذرة
بقلم /رائد دباب
“لن أنسى الكلمة الذهبية التي قالها لي وزير المستعمرات حين ودعته: اننا استرجعنا اسبانيا من الكفار ويقصد المسلمين بالخمر والبغاء، فنحاول ان نسترجع سائر بلادنا بهاتين القوتين العظيمتين”. هذا ما أخبرنا به الجاسوس البريطاني مستر همفر في مذكراته المنشورة في كتيب صغير، عن بداية علاقة الانجليز بالوهابية في بداية القرن الثامن عشر .
ومن يراجع هذه المذكرات سيرى ان هذا الجاسوس البريطاني يستطرد وبوضوح ودون خجل ان محمد عبد الوهاب والذي هو جد عبد العزيز آل الشيخ مفتي المملكة العربية اليوم، قد وعده بتنفيذ كل الخطة السداسية المرسومة التي قدمتها وزارة المستعمرات البريطانية حينها، وهي:
1- تكفير كل المسلمين واباحة قتلهم وسلب اموالهم وهتك اعراضهم وبيعهم في سوق النخاسة.
2- هدم الكعبة بحجة الآثار الوثنية ان امكن، ومنع الناس عن الحج.
3- السعي لخلع طاعة الخليفة والإغراء لمحاربته، ومحاربة اشراف الحجاز بكل الوسائل الممكنة.
4- هدم القباب والأضرحة والاماكن المقدسة عند المسلمين في مكة والمدينة وسائر البلاد والإستهانة بشخصية النبي محمد.
5- نشر الفوضى والإرهاب في البلاد حسب ما يمكنه.
6- نشر قرآن فيه التعديل الذي ثبت في الاحاديث من زيادة ونقصان”
ولو نظرنا اليوم لما آلت اليه الأمور سنجد وللأسف ان هذا السيناريو شارف على الانتهاء من التنفيذ، اذا ما غفلت الشعوب العربية والإسلامية مما دأب عليه ال سعود في تنفيذ ذلك الوعد الذي قدمه عبد الوهاب الى المستر همفر منذ ذلك الحين والى يومنا هذا .
ولاينكر احد ان بريطانيا قسمت البلدان العربية واخرجت الحرمين الشريفين من تحت نفوذ الشريف حسين وسلمتهما الى ال سعود وال الشيخ واعطت القدس ” اولى القبلتين” الى الصهاينة وتوغلت بعملائها الى العالم الاسلامي من جاكارتا الى اقصى الشمال الافريقي .
ولم يتبق اليوم سوى تدمير ما تبقى من الجيوش العربية والإسلامية كقوة ردع عسكرية لهذه البدان، بدأ بالجيش العراقي الذي ساهمت السعودية في تحريض ودعم صدام لإشعال الحرب على الشعب الإيراني المسلم الذي ثار على عميل الغرب شاه ايران واغلق السفارة الاسرائيلية في طهران وسلمها للفلسطينين ورفع شعاريا مسلمي العالم اتحدوا… وانطلت المؤامرة على صدام ظنا منه ان للعمالة حسن العاقبة لدى الغرب، وغاب عنه ما تم رسمه للجيش العراقي وتدمير بنيته التحتية تمهيدا لاحتلال العراق وحل الجيش وتأسيس الشرق الأوسط الجديد بالأموال السعودية وتوجيهات آل الشيخ احفاد محمد بن عبد الوهاب في تأسيس القاعدة و”داعش” واخواتها لاستباحة ارض وعرض العرب والمسلمين ..
والغريب في الامر ان صدام لم يتوجه لاحتلال السعودية بعد سقوط الكويت، على الرغم من انه كان على علم اليقين ان الحفرة التي سقط فيها انما حُفرت بمعول ال سعود. ربما ظن أن الولايات المتحدة وحلفاءها سوف يتجنبون اية مواجهة عسكرية مباشرة حول مستقبل الكويت .
لكن الذي اخر من مما ذهبت اليه السعودية هو صمود الجمهورية الاسلامية واعتمادها امكانياتها الداخلية في الصمود امام الحرب وكل الضغوط والحصاروالمؤامرات من قبل الغرب والسعودية وبعض دويلات الخليج الفارسي وكذلك صمود الشعب والجيش السوري مقابل كل ما حيك ويحاك من قبل اؤلئك …
لكن على الرغم من كل ما جرى ويجري اليوم فان السعودية لم تدخل الى اية مواجهة او حرب بشكل مباشر الا في اليمن، بل سعت دائما الإختباء وراء الاخرين والإكتفاء بالدعم اللوجستي والمالي. ولربما يخالفنا البعض لو قلنا ان الغرب قد اهان الأمة العربية باحتلاله لمقدساتهم المتمثلة بالحرمين والقدس الشريف اولا، ولم يتبق سوى ان يهينهم بضرب عمق اصالتهم العربية المتمثلة باليمن الذي خرج منها كل العرب .
ربما هذا ما يبرر قساوة الضربات التي توجهها الطائرات الامريكية بطياريها السعوديين والمستعربين من المرتزقة العرب. وكان اخرها الجريمة النكراء والبشعة التي قامت بها السعودية باستهدافا مجلس عزاء والد وزير الداخلية التابع للمجلس الرئاسي في صنعاء اللواء جلال الرويشان في الصالة الكبرى بصنعاء والتي ذهب ضحيتها اكثر من سبع مئة شهيد وجريح من المدنيين .
وتؤكد المعطيات والقصف المركز ان المعلومات التي قُدمت للسعودية من قبل الامريكان وجواسيسهم في الداخل، كانت تتحدث عن تواجد عبد الملك الحوثي زعيم حركة أنصار الله وعدد من القادة العسكريين. لكن وكما قال الله في محكم كتابه ” ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون”
فعلى الرغم من عمق الفاجعة الاليمة التي المت بشعبنا اليمني المسلم في اليمن. لكنها كانت مصداق الاية الكريمة ” و عسی ان تکرهوا شیئا وهو خیر لکم” .. اذ لم يفشل ال سلول في قنص الحوثي وحسب، بل سبب هذا الهجوم القذر الى استنهاض الشعب اليمني والتفافه اكثر حول قيادته وتدفقه الى جبهات القتال .. وهذا ما اربك السعوديين بإرسالهم التعزيزات الكبيرة الى الحدود خوفا من زحف اليمنيين الأشاوس الى العمق السعودي .
واذا ما قام بالأمس يزيد بن معاوية لعنة الله عليه الى يوم الدين بقتل الحسين وسبي نساء ال النبي (ص) في الشهر الحرام، فلا عجب ان يقوم احفاده بقتل الحجاج في المسجد الحرام، وقصف الأبرياء من المسلمين اليمنيين في الشهر الحرام .. فهذا هو ديدن العمالة القذرة على مدى التاريخ، وان ذهبت عن الشعوب العربية حمية الإسلام فربما لم يبق لدينا سوى ان ندعوهم الى حلف الفضول .. فمتفرج اليوم حتما سيكون ضحية الغد.
• موقع العالم