هل جزاء الإحسان إلا الاحسان؟
✍️بقلم/ فيصل الهطفي
تهامة نيوز
مرت الأوقاف خلال العقود الماضية بمرحلة من الضياع والسطو والبسط والبيع من قبل النافذين وضعفاء النفوس.
ووزعت اراضي الاوقاف هبات ومنح في عهد نظام عفاش لكسب ولاءات الكثير من القادة العسكريين والمشائخ وكبار القوم.
وتعطلت مصارف الاوقاف سواء ماكان منها لبيوت الله او لمبرات أخرى.
واسترخصوا الاوقاف بشكل لايرضي الله
فترى محل للأوقاف مؤجر بعشرة الف ريال بينما غيره من الاملاك الحرة في المكان المجاور للوقف يؤجر بمائة الف ريال.
لإن هذا ملك حر للناس بينما الذي اوقف وحبس لله لا احد يعيره اهتمام.
وفي ظل هذه الظروف ونتيجة لعدم متابعة القائمين على الاوقاف سابقا ضاعت اوقاف كثيرة.
ولولا رعاية الله انه تم حفظ أصول وثائق الاوقاف في الجامع الكبير كانت الاوقاف شبه منقرضة.
ولكن كان من لطف الله بشعبنا ورعايته له ان انتصرت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ضد العمالة والخيانة والارتهان للاجنبي
وكان من ضمن منجزات هذه الثورة ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر
بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي يحفظه الله
قرار انشاء هيئة للأوقاف برئاسة السيد العلامة عبدالمجيد الحوثي ومن معه نائبه الاستاذ عبدالله علاو والاخوة الوكلاء الذين عملوا بكل جهد لتصحيح وضع الاوقاف واستعادة ما نهب منه من خلال اقامة الورش وتبصير العاملين من مدراء الفروع في المحافظات وغيرهم من الموظفين للارتقاء بالاداء في العمل ضمن خطط مدروسة اشرف عليها خبراء واكاديميين وعلماء
واقامت الهيئة المؤتمر الأول للأوقاف والذي نوقشت فيه الكثير من أوراق العمل التي قدمت في شتى المجالات من قبل خبراء ومنظرين واستعراض خبرات العديد من الدول في الأوقاف.
وقد قطعت الهيئة العامة للأوقاف شوطا كبيرا خلال فترة لاتتجاوز العامين
وتم استعادة الكثير من ممتلكات الاوقاف في اغلب محافظات حكومة الانقاذ الوطني.
وعاد الوقف الى مصرفه الحقيقي فعملت الهيئة على ترميم وصيانة وفرش المساجد بدءاً بالمساجد الأثرية القديمة ضمن مشروع انما يعمر مساجد الله والذي لازال هذا المشروع في تقدم والى ان يتم اصلاح كل المساجد.
وضمن مشروع( وقل ربي زدني علما )التفتت الهيئة الى العلماء والمتعلمين فقدمت واجبها تجاههم. وكذلك مشروع (ويطعمون الطعام )من خلال تقديم الوجبات الرمضانية والسقيا وكذلك الاهتمام بدور الايتام وتبنت مخيمات طبية لمساعدة الفقراء والمساكين وساهمت في كثير من المشاريع ولديها الكثير في المستقبل والذي بعون الله يستغني شعبنا عن المنظمات التي يديرها الصهاينة.
لكن هناك بعض الاشكاليات التي حدثت خلال عملية التصحيح خصوصا من استولوا على اموال الاوقاف ينظرون الي موظف الاوقاف وكأنه خصم جاء ينازعه ملكه
وهذا الموظف او المسؤول في الاوقاف يرى انه يتحتم عليه ان يتحرك كمسؤول امام الله وكناظر شرعي لحماية الوقف والحفاظ عليه
ولاشك انه خلال عملية التصحيح لابد ان تحدث مشاكل نتيجة أحيانا لدور القضاء في عدم البت في القضيا كون قضايا الاوقاف لها أولوية ويجب ان تكون مستعجلة
وبعضها نظرة بعض المتسلطين الي مدير او مسؤول الاوقاف في محافظة او مديرية انه ضعيف ولايمثل الدولة وليس له من يحميه او يدفع عنه كما كان سابقاً
فالبعض يشتم ويهاجم ويتعرض للقتل والاغتيال كما حدث للأخ بندر العسل مدير مكتب الهيئة العامة لأوقاف بمحافظة إب والذي يشهد الجميع بنزاهته واخلاصه وتفانيه في العمل والحفاظ على اموال الله من الضياع والنهب وماجرى عليه ليست قضية شخصيه تخصه وانما لانه دافع عن الوقف فكانت النتيجة في الاخير ان يسجن ويعطل العمل في مكتب محافظة اب نتيجة لغياب المدير ومتابعته ومقارعته للنافذين.
والذي أريد ان اوصله من خلال ماطرحت هو سؤالي هذا اولا لرئيس المجلس السياسي الأعلى الاخ المشير مهدي المشاط كونه المسؤول الاول عن الأوقاف باعتبار الهيئة تتبع الرئاسة.
وثانيا الاخ رئيس الهيئة العامة للأوقاف السيد العلامة عبدالمجيد الحوثي .
هل هذا جزاء من يدافع عن الأوقاف أن يسجن ويغيب عن عمله واهله وأولاده وأسرته كماحصل للأخ بندر العسل مدير أوقاف إب ؟
فإذا كان الجواب نعم فلا شك ان شوكة النافذين ستكبر اكثر .
وأن موظف الاوقاف الذي الذي يتحرك من أجل الله وحفاظا على أموال الاوقاف التي هي وقف لله عندما يرى نفسه انه يتحرك بمفرده دون قانون او دولة تحميه فإن الكثير سيصابون بالإحباط واليأس والنتيجة ضياع الأوقاف الي الأبد.
فالعمل في الأوقاف من أفضل أعمال الأحسان والبر.
وهل جزاء الاحسان الا الاحسان ؟
مدير عام مكتب الهيئة العامة للأوقاف. م/الحديدة
فيصل الهطفي