*التوجه نحو الاستثمار الزراعي..طريقنا لتحقيق الإكتفاء الذاتي*

✍️ محمد موسى المعافى

لقد عمل الأعداء عبر عملائهم في الأنظمة السابقة على أن يميتوا في نفوس شعبنا روحية التوجه نحو الإكتفاء الذاتي ومعالجة الوضع وتحسينه بالممكن والمتاح وبتظافر جهود المجتمع وطاقته ، فعمل الأعداء على أن يجعلوا من هذا الشعب عالة يعيش على الفتات الذي تقدمه له المنظمات ، وترافق مع نشر تلك الثقافة العمل على استهداف التنمية ورجالها وعطلت الزراعة و استهدفت الصناعة وارتفت فاتورة الإستيراد حتى لأبسط الأشياء وأذكر الثوم كمثال لذلك فبحسب الإحصائية الصادرة عن الإدارة العامة للتسويق والتجارة الزراعية بوزارة الزراعة والري فقد بلغت كمية الثوم التي تم استيرادها في عام ٢٠١٩م الى ٧٤٧٣ طن وبتكلفة ٤,٤٨٣,٨٠٠ أربعة مليون وأربعمائة وثلاثة وثمانون الف وثمانمائة دولار ، مع أن الثوم اليمني من أجود وافضل واحسن انواع الثوم عالمياً وقد أثبت التوجه الصادق للجنة الزراعية العليا أن من الممكن تحقيق الاكتفاء الذاتي بتظافر الجهود وتعاون الجميع وبالأمس القريب أعلن مدير عام شركة حقول حمير الزراعية : أنه تم زراعة مايقارب 50 ألف لبنة بما يعادل 222 هكتارا من الثوم في عدد من المحافظات و أكد جاهزيتهم لتقليل قرابة 80% من فاتورة الاستيراد وانهم موجها دعوته للجهات الحكومية إيقاف استيراد الثوم الخارجي لتشجيع المزارعين على الإسهام في تحقيق الاكتفاء .

و تعمل قيادة محافظة الحديدة على تدشين مؤتمر الاستثمار الذي توجه من خلاله التوجه لتنفيذ مشاريع استثمارية في عدة مجالات في مقدمتها المجال الزراعي
وتعتبر محافظة الحديدة كجزء من ارض تهامة الواعدة والغنية بالفرص الاستثمارية خصوصا في مجال الزراعة فتوصف بسلة اليمن لما تتمتع به من مساحات زراعية شاسعة وأراضي خصبة عملت الأنظمة السابقة على إهمالها ومحاربة أي توجه لاستغلالها واستثمارها فواجهت المزارع في هذه المحافظة الكثير من الصعوبات والمعاناة والمشاكل وفي مقدمتها التسويق وكان كل ذلك ينتهي بالمزارع إلى الخسارة .

وانظارنا اليوم تتجه صوب مؤتمر الاستثمار الذي نؤمل عليه أن يكون محطة للانطلاق نحو الاستثمار الزراعي الذي من شأنه أن يحقق لبلدنا الإكتفاء الذاتي وهذا المجال هو مجال للاستثمار الناجح والرابح ويوجد لدينا نموذج في محافظة الحديدة مديرية المراوعة حيث قامت جمعية الإكتفاء بالتعاون مع مؤسسة الزيلعي التجارية بتنفيذ الزراعة التعاقدية وزراعة ٣٠٠ هكتارا من الذرة الشامية ورغم أنه لأول مرة يتم زراعة الذرة الشامية في هذه المديرية فقد كُتب لهذه التجربة النجاح وتم تدشين حصاد الأطنان من الذرة الشامية التي مثلت نسبة كبيرة في تخفيض فاتورة استيراد الذرة الشامية .

فندعو كل رجال المال والأعمال الشرفاء التوجه نحو الاستثمار في شتى مجالات ( الزراعة و الصناعة الغذائية و الثروة السمكية و الصناعات الاستخراجية و العقارية و السياحية )

مقالات ذات صلة