من تهامة…ثورة المستضعفين توقد شعلتها الثانية .

بقلم#مروان حليصي

في هذا اليوم البازغة شمسة بالنصر المبين لشعبنا اليمني العظيم على اعداءه، والحاملة ذرات هوائه لأيات التأييد الألهي للشعب اليمني في معركة الاستقلال التي يكافح لتحقيقها ، والفواحة امواج بحر عروس البحر الاحمر بترانيم وصلوات تعظيم للصمود الشعب اليمني واستبسال ابناءه في الدفاع عن الدين والوطن والكرامه والعزة التي لا يقبل التاريخ ان يكون دونها، خرجت الامواج البشرية الهائلة تحتفل بالذكرى الثانية لثورة المستعضعفين- ثورة ال21 من سبتمر العظيمة، تلك الثورة التي كانت الحدث التاريخي والابرز في تاريخ اليمن المعاصر رغم الامكانيات المتواضعة التي قامت عليها ورغم كل المعوقات والعراقيل الكبيرة التي وضعت امامها بهدف اعاقة مسارها واجهاضها، إلا انها تجاوزت كل ذلك ومضت نحو تحقيق اهدافها الاساسية استجابة للمطالب الشعبية انذاك والمتمثلة باسقاط الجرعة واقالة الحكومة وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، فقد كانت الثورة الوحيدة الحقيقية في تاريخ اليمن في زمن القرن الواحد والعشرين بعد ثورة ال26 من سبتمبر وال14 من اكتوبر آتت ملبية لرغبات الشعب ومحققه لتطلعاته في العيش الكريم ونيله الحرية والاستقلال ومعبرة عن طموحاته في التخلص من كل اوكار الفساد واركانه وزعاماته التي عاثت في الارض فسادآ لعقود من الزمن عاش خلالها الشعب بين فقر وجوع وارهاب بينما أولئك متكئين في قصورهم العاجية، وانهاء الوصاية الخارجية عليه ومنها السعودية تحديدآ التي جعلت من اليمن حديقة خلفية لها وكأنها إحدى امارات المملكة بتدخلها في كل تفاصيل الشأن اليمني من خلال ادواتها القذرة في البلاد التي انفقت عليها ملايين الدولارات كمرتبات شهرية عبر اللجنة الخاصة صاحب التاريخ الأسود في اليمن و المسؤولة عن قتل الرئيس الاسبق الشهيد الحمدي . فقد كانت الثورة الاولى في المنطقة التي تحقق لها اعظم اهداف الثورات وهو اجتثات صروح الفساد وانهاء امبراطوريات ومماليك بُنيت من عرق الشعب اليمني ومن قوت يومة و ترعرع ملوكها على حساب معاناة الشعب لعقود من الزمن، وقد كانت بذلك بمثابة المعجزة التي تحققت للشعب اليمني في زمن ندرت فيه حدوث المعجزات، صانعة معها تحولات جمة في المنطقة باعتبارها مصدر إلهام لكل شعوب المنطقة لاسيما وهي الشرارة التي ستحرق عروش الطغاة والمستبدين من حكام المنطقة والجزيرة العربية،حيث ترزح معظم شعوب مماليك الخليج تحت حكم ملوك حرمو المواطنين من ابسط حقوقهم في العيش والحرية والمشاركة في الحكم وصنع القرار السياسي وابسط الحقوق الاخرى التي تكفلها كل القوانين والتشريعات السماوية، وما نتعرض له اليوم من عدوان وحشي همجي منذ عام وسبعة اشهر اودي بالالاف من القتلى والالاف الجرحى جُلهم من المدنين مع تدمير كلي لكل بنانا التحيتية وكل الممتلكات الخاصة، إلا بهدف وأد ثورتنا والقضاء عليها وافشال المشروع الذي انتظر الشعب القيادة الوطنية لحملة لسنوات عدة ، حتى جاءت تلك القيادة من شمال الشمال من ارض صعدة، تلك القيادة التي تحملت على عاتقها انقاذ البلاد من الانهيار الاقتصادي والامني والسياسي الذي كانت تقودها اليه قوى العمالة والارتزاق والاجرام التي مازالت تقود المعركة ضد الشعب اليمني ومقدراته والى يومنا هذا. فالشجرة المثمرة هي التي ترجم ،و ما هذا التكالب الدولي الغير مسبوق على شعبنا إلا خير دليل على صوابية النهج والمسار الذي اتخذناه في يوم 21 من سبتمر من العام 2014م والذي نعلن اليوم ومن ارض تهامة مواصلته واستكمال ثورتنا حتى تحقيقها كافة اهدافها التي ما كان خروج هذه الحشود الغفيرة إلا لتوقد شمعتها الثانية ولتقول كلمتها الرافضة للعدوان ولتعبر عن مواصلة الصمود والثبات في وجه عدوان قوى البغي والاستكبار بقيادة مملكة بني سعود، حتى تحقيق النصر ونيل البلاد لاستقلالها السياسي وانهاء الوصاية الخارجية على الشعب من أي طرف كان، حيث هذه المرة لم تخرج هذه الامواج البشرية الى ميدان السبعين في العاصمة صنعاء ، بل من ارض تهامة ومن محافظة عروس البحر الاحمر ، محافظة السلام ، محافظة الحديدة التي جسدت روح النظال ضد المستعمر الجديد منذ اليوم الأول للعدوان ، واليوم تجدد تأكيدها على مواصلة النظال ومحاربة العدوان والتصدي لطغيانه، وقد خرجت هذه الجماهير الغفيره لتقول كلمتها الفصل وبصوتها العالي لكي يسمعها العالم المنافق، لتقول نحن هنا،نحن الشرعية، نحن ابناء الشعب اليمني الذين لا نقبل بالوصاية السعودية علينا بعد اليوم، معلنة صمودها في وجه العدوان حتى النصر، وموقدة الشعلة الثانية لثورة المستضعفين في اليمن والمنطقة.

مقالات ذات صلة