زيد واتِّباعُنا الزيدية

آيات الله المتوكل /تهامة نيوز

الإمام زيد بن علي عليه السلام
اسمٌ يتكرر على مسامعنا، نتلفظ بأننا من اتباعِه، ونسير بمنهجه، ولكن يبقى السؤال،هل حقاً بأننا نمثِّل مسمى الزيدية وهذا المنهج بالشكل الصحيح؟! هل جسَّدنا زيد في الواقع،أم اعتدنا أن نقول ولانعمل؟!.
تكثر الأسئلة، ويكثرون حاملي منهج الزيدية،لكننا لم نرى زيداً في الواقع،كما هو في الألسنة والمواقع، ماأن يُبادر أحدٌ بسؤالنا هل أنتم زيدية؟! لأجبناهُ بـفخرٍ نعم، لجادلنا أن ليس غيرهُ الحق، لكننا نجهل زيد في الارتباط بالقرآن، وفي مواجهة الباطل وفي التمسك بالحق .

الإمام زيد بن علي عليه السلام، لم نرَ إلا إسمه ولم نستشعر بوجوده لأن حكايته غُيبت، لأننا لم نسعَ لنكون زيديين زماننا قولاً وفعلاً، كان الإمام زيد عليه السلام كما كان أبائهِ الكِرام، مُجاهداً عابداً لله متضرعاً له حليفاً لكتابه، تبصَّر بالقرآن وتأملهُ ليقيمهُ بعدها ويحييه مرَّة أخرى، وكما كانت غاية جده الحسين في الإصلاح في أمَّة جدِّه، كان غايتهُ أيضاً،فحال الأمَّة الذي هوى بها الى الهلاك والتخبط والضياع بعد فاجعة كربلاء، جعل الإمام زيد يسير مسيرة آبائه على نفس المنهج، وبنفس الروحية .

لم يكن لكبرياء هشام أثرٌ في نفسه، ولا سخرية القوم وانحطاطهم لبني أمية جعلتهُ يتراجع، بل ظل يمضي حاملاً لواء الدين، حامياً للإسلام وقائداً للمستضعفين نحو رضى ربِّ العالمين، هشامٌ يطغى ويتجبر ويحاول بشتَّى الطُرق ايقافه، وزيد لايُثنيهِ ذلك، لأنهُ ليس في أحفاد القرِّدة مايدعو للخوف والمنهج الذي نمضي لأحياؤه هو القرآن، يأمر بتقوى الله، ويثبتُ أن ليس هنا أحدٌ أعلى من أن يؤمر بتقوى الله، لأن تقوى الله جميعنا نحتاج لأن نُذَّكر به نأمُر ونؤمر، ونتحاشى نفسية هشام الذي تكبّـر وتَعالى وظنَ أنهُ لايجوز أن يؤمر بالتقوى، وهي نفسية طاغية قد عاث في الأرض فساداً .

كانت البصيرة جزءاً منه، وشيئاً التصق به، فكيف لا وهو قد اعتكف على كتاب الله ثلاثة عشر عاماً يتأمل عظيم كلام الله ويُغشى عليه خشيةً وخوف، تنقَّل بتلك البصيرة لينقلها إلى الأمَّة فيعلمهم تعاليم الدين ويعود بهم إلى النهج الصحيح الذي حرفهُ بنو أميَّة، فلم يكن لسياط بني أمية أثرٌ في نفسه، ولالسجونهم أيضاً، اتخذ الحياة سُلماً ليعبر عبرهُ إلى جدِّه الحُسين عليهما السلام، وكانت حياتهُ عبادة وزُهد وورع، لم يُحبها ولم يكن متمسكاً بزينتها ولهوها، لأن الذُّلة مصير كل من علَّقَ قلبهُ بالحياة الدُنيا، حين وصفها قائلاً “من أحب الحياة عاش ذليلا”.

فـإن كان هُناك شيئاً يجب اتِّباعه، فهو علينا جميعاً من نقول أننا زيديين؛ أن نحمل روحية الإمام زيد في المواجهة، وحمل القضية وكيفية إيصالها إلى الناس وجعلهم يستشعرون أهمية مايُقدَّم لهم، زيديين في تحركنا وتوجهنا، حتى عندما يتكالب للأعداء علينا، لانجعل ذرَّةٌ من حبِّ الحياة فينا، ولانخشَ الظالمينَ ماحـيينا .

مقالات ذات صلة