الحرب السعودية الإماراتية على تهامة تتسبب في تراجع زراعة النخيل تدمير 300 نخلة واندثار 60 نوعاً من التمور في مديرية التحيتا

تهامةنيوز / الثورةنت

أكد العاقل سليمان عياش مشرقي أحد أعيان مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة أن التحيتا تزرع حوالي 700 ألف نخلة وهي المتبقي من حوالي مليون كانت قائمة وتثمر قبل أن يتسبب العدوان في تدمير أكثر من 300 ألف نخلة على مستوى مديرية التحيتا فقط بالقصف أو تحويل مزارع بكاملها وقعت تحت سيطرته إلى خطوط نار، منوها إلى أن العدوان تسبب أيضا في اندثار قرابة 60 صنفا من أصل 120 صنفا كانت تزرع في التحيتا ناهيك عما تسبب به من دمار في الجاح والدريهمي والزهاري في الخوخة والمجيلس، المناطق التي كانت تزرع إجمالي 2 مليون شجرة نخيل قبل العدوان، لم يتبق منها سوى بعض القليل المتناثر هنا وهناك.

وأشار عياش إلى أن أشجار النخيل تعاني من الإهمال فهي لا تحصل على العمليات الزراعية بالطريقة الصحيحة، حيث يفتقر مزارعو النخيل إلى التوعية والإرشاد بعمليات التنظيف السليمة، مفيدا بأن المزارعين يقومون بالتنظيف بالمعاول والتقليم بمناشير النجارة.

وقال عياش (أثناء يوم حقل نظمه فريق البحوث والدراسات بمؤسسة بنيان التنموية وشاركت فيه “الثورة” على هامش الزيارة التي نفذتها بنيان بالشراكة مع اللجنة الزراعية العليا لعدد 16 مديرية من محافظات المحويت وحجة والحديدة وحجة في الفترة 18 مايو- 3 يونيو 2021م): المزارع هنا عديم الخبرة يسقي أشجاره بالماء غرقاً وكفى، لا يسمد ولا ينظف، لذلك فإنك تجد قدرة شجرة النخيل على الإنتاج لا تزيد عن 35 كجم، فيما إذا لقيت الاهتمام والعناية اللازمتين، وتوافرت التوعية ووجد المرشدون الزراعيون مع كل عملية من عمليات الزراعة الموسمية، فقد يتضاعف الإنتاج إلى 60 – 70 كجم، منوها إلى أن الأشجار تحتاج إلى تسميد في بداية الموسم، وعندما تبدأ الثمر في التحبب؛ أي: مرتين في العام، مؤكدا أن النخيل لا ينتج سوى مرة واحدة في العام، لذا فإن الواجب أن تلقى عناية خاصة كي يتحصل المزارع على ثمرة تجزيه قيمتها عن عناء وشقاء حراستها وسقيها والاعتناء بها لعام كامل.

وفي إجابة على تساؤل عن أصناف النخيل المزروعة في التحيتا؟ أجاب العاقل عياش: نزرع هنا أكثر من 60 صنفاً من أصل 120 كانت تزرع قبل العدوان الغاشم، والحصار الجائز، لافتا إلى أن تمور الخضاري الذي يشبه العنب العرقي يعني ما يتجفف؛ الخضاري، والطبيق، والعريجي، والطباحي ثمارها خضرة تبتاع في يومها مثله مثل التفاح، منوها إلى أن النخيل يحتاج إلى كميات كبيرة من الماء.

وأفاد العاقل بأن شدجرة النخيل تحتاج إلى 12 سقية، كل 25 يوماً سقية، 12 ساعة ضخ بالمضخة للمعاد الواحد.

وقال: الآباء يقولون: (أربع خشب، وأربع عجب، وأربع رطب)، والرطب تبدأ من الخضاري والطبيق، العريجي، المقرعن، القطار (20 يوماً فرق بين نوعٍ وآخر، وفي الأخير يأتي المناصف والعنيني 45 يوماً، تسويق إلهي)، اليوم تقولون: الجو حار، نجوب عليكم نحن اليوم في حالة تكييف وتخمير إلهي؛ من الصباح إلى 10 مساء، الدنيا حار (تخمير)، ومن بعد العاشرة مساء، الدنيا برود (تكييف).. نبكر الصبح والثمار صفراء حانية، ما نحتاج نعمل مخامر كربونية، ولا تركيب برادات.

ونوه إلى ان النخيل عندما تغسل من حشرة الأرضة، ويتم رشها بالمبيد الخاص بهذه الحشرة، ويتم تنظيف الجذوع من تواليف اليابس، وما يعلق بها من الأوساخ التي تمثل مساكنا للحشرات الضارة يتحسن إنتاجها.. والتقليم يتم بالضرب الخفيف بالمعاول على اليابس حتى ينزل اليابس كاملاً ولم يبق سوى الجذع صافياً، وموسم التقليم يكون مع بداية الثمر في النصيف من عمر الثمرة.. لافتاً إلى أن التقليم قبل اللإثمار يعجز الزهر وربما تتأخر الشجرة فلا تثمر، لأن زهر النخيل حساس مثل الإنسان تشعر بالخوف من إجراء العمليات الجراحية.

وعن عملية الجني أفاد عياش: “في كل بلدان العالم ينتظرون الثمرة حتى تيبس في النخلة إلا في اليمن وضعها ثانٍ، يتم جنيها على حبة حبة كل ثلاثة أيام تجني الناضج منها”.

وعن كيفية إجراء عمليات اللقاح، وكيف نفرق بين النخيل الذكر من الأنثى قال عياش: الأشجار الأنثي اكتابها تثمر، والذكر أكتابه لها ثمر، ولكن العذق فيها مثل حبات الشعير، يؤخذ هذا العذق ويربط في النخلة، وهذا اللقاح غالٍ، وأحيانا نضطر نشتريه من أماكن بعيدة، ويكفي ذكر واحد لتلقيح كل أصناف النخيل.

وعن إنتاج التحيتا من التمور أوضح أن إنتاج مزارعي التحيتا من التمور قد يصل أحيانا إلى 200 طن سنويا، وإذا توفر التسوق الجيد الذي يحافظ على نسبة الفاقد التي تحدث، فربما قد تزيد كمية الإنتاج لتصل إلى أكثر من 300 طن سنويا، قائلاً: التجارب علمتنا أن تنظيم عمليات التسويق يعني تحديد كميات الإنتاج؟ وتعيين مناطق الزراعة؟ وكم يجب أن تنتج كل منطقة؟ وكيف ومتى يتم يقطف كل مزارع محاصيله؟ وتوفير أماكن وآليات الحفظ طازجاً لفترات مناسبة، وهذا بالتالي يسهل عملية تحديد الزكاة وغيرها من الالتزامات بصورة عادلة ومنصفة للمزارع، وفي نفس الوقت مريحة للجهات المعنية، ويتحصل المستهلك على فاكهة طرية وطازجة، وفي هيئة راقية من الحفظ والعرض اللائق بمنتجات يمنية لا نظير لها في العالم.

وأضاف -للأسف، الآن الأمور كل شيء يتم بطرق عشوائية وارتجالية، يبيع المزارع من محصوله أحيانا الثلث وفي أحسن الأحوال النصف، والبقية تدخل مخازن خاصة لتتحول إلى دبس (عسل التمر)، والدبس ما يبتاع، لأنه يتم عملية تقطيره تتم بطرق بدائية، وبالتالي تنقص جودته ويخرب في أحيان كثيرة.. لا توجد مصانع تجفيف وتعليب وتغليف كي تبقى المنتجات المحولة في حالة نظيفة ومحتفظة بقيمتها الغذائية، وأيضا لا توجد مكابس، فيضطر المزارع إلى جني الثمار، ويفرش لها طرابيل أو فرش أو سعف، والسعف هو الأفضل، ثم يترك للشمس والريح تضربه لمدة ستة أيام، عندها يصبح جافاً.

وناشد: نأمل من الجهات المعنية في اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري ووزارة الصناعة والتجارة ومؤسسة بنيان التنموية الضغط على التجار الذين يشترون التمور من الخارج بأن يتوجهوا إلى الاستثمار في كبس وتغليف منتجات التمور التهامية، وخاصة أولئك الذين يشترون التمور من الخارج ويقومون بكبسه محليا، مؤكدا أن الأولى بهؤلاء التجار هو دعم المنتج المحلي بدلا من اقتناء وتسويق منتجات الآخر.

المزارع (زياد السراجي) بدوره شكى بمرارة غياب التسويق والمصانع والمكابس، منوها إلى أن المصنع الوحيد الذي كان موجود في التحيتا قصفه العدوان، وحوله “الدواعش” إلى خط نار.

وقال زياد: “نسوق منتجاتنا من التمور إلى سوق المديرية، وهناك يحصل بخس من قبل التجار حيث يتفقون بينهم البين على تخفيض سعر السلة عبوة 20-25 كجم إلى 1000 ريال، وفي عز الحظى ما تزيد قيمة السلة عن 3 – 6 آلاف ريال، والجونية حق البر 50 كجم تباع بألفين ريال بخس، وإذا حظي يومه بـ 4 – 8 آلاف ما تزيد، يعني (جشع وطمع عيني عينك)؛ المزارع صاحب المعاد يشقي فيه سنة كاملة، وفي الأخير تفتعل بورة يضطر فيها المزارع إلى بيع محصوله برخص التراب ما يتحصل من ثمنه على كلفة الماء، في الوقت الذي يباع فيه الكيلوجرام في صنعاء ومدن المحافظات الأخرى بألف ريال، والحسابة تحسب”.

من جهته أشار عميد وحدة الدراسات والبحوث بمؤسسة بنيان التنموية المهندس قابوس الجيدعي إلى وجوب التنسيق بين مزارعي النخيل في التحيتا والمديريات المجاورة لها من أجل تشكيل جمعية مزارعي النخيل، منوها إلى أن من مهام هذه الجمعية هو توفير مدخلات الإنتاج من اللقاح والمبيدات والأسمدة، كما تعمل على تأهيل وتدريب شباب للتوعية والارشاد الزراعي، وتستقدم إن لزم الأمر خبراء ومختصين لتعليم المزارعين على أفضل الطرق وأحدثها في مجال عمليات تحسين زراعة النخيل، لافتا إلى مهمة الجمعية في المقام الأول هو العمل على تنظيم عملية تسويق المنتجات سواء عبر الزراعة التعاقدية أو التجارة المباشرة، وتوفير الأسواق في أنحاء الجمهورية وبأسعار مجزية وفق دراسات سلاسل قيمة تقوم بها الجمعية وتحدد بموجبها كم ينتج مزارعو النخيل، وكيف تستوعب كميات الإنتاج من التمور، وتبحث عن مستثمرين في مجال صناعة التمور، وتوفير المكابس اللازمة، متسائلا: لماذا لا تقومون في التحيتا ومناطق زراعة النخيل حتى اللحظة بالتنسيق لإنشاء جمعية مزارعي النخيل في تهامة؟

وأخيراً يفيد العاقل عياش: “نحن الآن بصدد الشروع في خطوات التنسيق من أجل الإعداد لإنشاء وإشهار هذه الجمعية، وإن شاء الله عما قريب ترى النور، وهي مشاورات جارية لإنشاء جمعية لمزارعي النخيل على مستوى تهامة”.

مقالات ذات صلة