بقلم – عبدالفتاح علي البنوس
مقالات | 3 يناير | تهامة نيوز : يقال في الأمثال الشعبية اليمنية (إذا أراد الله شيء حرك أسبابه) ويبدو أن مليشيات العمالة والخيانة والارتزاق في مارب تحفر قبورها بأيديها، وتكتب نهايتها المشينة بسوء أعمالها الإجرامية التي لم يسبقهم إليها سابق، ففي الوقت الذي تحتفل نساء اليمن والأمة العربية والإسلامية بذكرى مولد سيدة نساء الدنيا والأخرى فاطمة البتول الزهراء والذي تحول إلى يوم عالمي للمرأة المسلمة، وفاء وتخليدا لهذه المرأة الصالحة النموذجية فلذة كبد الرسول المصطفى، كان المرتزقة في مارب يحتفلون بهذه المناسبة على طريقتهم المنحطة وحسب تربيتهم الشاذة وأخلاقهم الساقطة، حيث أقدموا بكل جرأة ووقاحة على اقتحام منازل نازحين بمدينة مارب وقاموا بترويع الأطفال والنساء ليلا ومن ثم قاموا باعتقال قرابة سبع نساء واقتادوهن إلى مكان مجهول، فيما ذكرت مصادر محلية بأنه تم نقلهن إلى معتقل معسكر التحالف بمدينة مارب.
جريمة جديدة وعار جديد يضاف إلى سلسلة جرائم العار التي يرتكبها المرتزقة في مارب بحق النساء، كانت وماتزال المرأة في الأعراف والتقاليد اليمنية بمعزل عن أي استهداف حتى في قضايا الثارات والحروب القبلية كان القاتل يحتمي بامرأة أو طفل أو شيخ طاعن في السن وكان ذلك بمثابة حصن يحول دون تعرض القاتل لأي أذى من أولياء الدم، واليوم وفي عهد مرتزقة السعودية صارت المرأة تعتقل وتختطف من داخل بيتها وأمام أطفالها والبعض منهن يتعرضن للاغتصاب من قبلهم وبعض المرتزقة الأجانب كما حصل في السابق في المخا والحديدة وتعز وعدن.
سبع نساء لا ناقة لهن ولا جمل تم اعتقالهن في بادرة قذرة دخيلة على مجتمعنا اليمني، دخيلة على قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا، لم يكتفوا بجريمة اعتقال المواطنة سميرة مارش في الجوف، والتي رفضوا الإفراج عنها ضمن صفقات تبادل الأسرى، فذهبوا لارتكاب جريمة جديدة غير مدركين تبعات ذلك، متناسين بأن جريمة اختطاف سميرة مارش أسقطت عرش أمين العكيمي ومليشيات الإصلاح في مارب وجعلتهم يجرون أذيال الهزيمة، ويبدو اليوم بأن جريمتهم الجديدة ستكون الطوفان الذي يجرفهم من مارب ويطهرها من رجسهم ودنسهم.
يظهرون رجولتهم على النساء، ويجبنون عن مواجهة رجال الرجال في جبهات الرجولة والعزة والكرامة، لم يجدوا من تهم يلصقونها بالنساء المعتقلات لتبرير فعلتهم الخسيسة سوى اتهامهن بحيازة لواصق ألغام وأجهزة تحديد المواقع، وهي تهمة سخيفة تكشف سخافة عقولهم، فالكل يعرف بأن ما وصلت إليه قواتنا المسلحة من طفرة في مجال تصنيع الصواريخ البالستية الدقيقة الإصابة والطائرات المسيرة يغني عن أي عناصر بشرية لتحديد المواقع، وفي عصر التطور التكنولوجي لا حاجة لمن يحدد المواقع فالمواقع كلها محددة في الجوجل إرث ولكنه الإفلاس والتخبط الذي يدفعهم إلى الهسترة، نتيجة الاختراق الذي يتعرضون له والذي يمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية من توجية ضربات خاطفة لمواقع وتجمعات حساسة، وهو ما التفوق الاستخباراتي لهم، وعندما يفشلون في معرفة مصادر ومكامن الاختراق يذهبون لاستهداف النساء واعتقالهن من منازلهن وأمام أطفالهن في سلوكيات همجية ساقطة سافلة منحطة.
واليوم وأمام هذه الجريمة القذرة نتساءل عن موقف تلكم الأصوات التي تتعالى بين الفينة والأخرى وتنبري للدفاع عن حقوق المرأة وتذهب لاستغلال بعض المواقف والتصرفات الفردية غير المسؤولة من قبل البعض تجاه النساء وتقيم الدنيا ولا تقعدها على إثر ذلك، من اختطاف واعتقال النساء في مارب، أين أصواتكم؟! أين غيرتكم على حقوق المرأة؟! أين منشوراتكم وبياناتكم المنددة بذلك؟!! لماذا تبتعلون ألسنتكم، ويجف حبر أقلامكم، وينفذ رصيد وشحن هواتفكم عندما يتعلق الأمر بانتهاكات حقيقية ضد المرأة اليمنية والتي وصلت إلى حد الاختطاف والاعتقال؟!! لماذا لا تتحركون وتنشطون إلا في الوقت والمكان الخاطئ؟! لماذا تنساقون خلف الأراجيف والأكاذيب؟! لماذا تستغلون الأخطاء والتجاوزات الفردية وتقومون بتهويلها وتعميمها بهدف الإساءة لأنصار الله؟!!
بالمختصر المفيد، نقول لأدعياء الغيرة على المرأة وحقوقها وحرياتها خدمة لمصالح وأجندة تخدم العدوان ومرتزقته، راجعوا حساباتكم ومواقفكم التي ستسألون عنها بين يدي الحكم العدل، ما حصل في مارب من اختطاف واعتقال للنساء جريمة منكرة، وسلوك شاذ، وتصرف وضيع، يجب أن تنددوا به، وتعلنوا البراءة من فاعليه، وتقيموا الدنيا ولا تقعدوها من أجله، إذا ما كانت لديكم غيرة حقيقية على المرأة اليمنية.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.