عندما يبحث المعتوهين عن الشرعية
بقلم / مروان حليصي
مثير للسخرية هذا العالم الذي يتشدق بين الحين والآخر زعمائه وقادته بحفاظهم على الآمن والاستقرار الدوليين، وتتزعم مؤسساته الدولية ومنظماته وهيئاته اهتمامها بارساء قيم الديموقراطية وتحقيق العدل والمساواة بين الشعوب ، وإرساء مبدا عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، والاهتمام با الانسان والدفاع عن حقوقه، وهو في نفس الوقت يسمح ويغض الطرف عن جرائم النظام السعودي بحق الشعب اليمني لعام ونصف تحت ذريعة إعادة الشرعية المنتهية ، التي لو كانت فيها خيرآ للشعب اليمني لما طالب النظام السعودي وحشد القوات وجمع المرتزقه من انحاء القارات و قاتل وانفق مئات المليارات من الدولارات لاعادتها ،لان المملكة لا يروقها الامن والاستقرار للشعب اليمني ولا ازدهاره ؛ وهذا شيء متعارف عليه واثبتته الايام والسنين الماضية التي سبقت الحرب ، وليس أولها حرب الكويت عندما اتخذت قرارآ بموجبه اخرجت كل العاملين اليمنيين من اراضيها متسببة بازمة اقتصادية عصفت بالشعب اليمني ومازلنا نعيش أثارها الى يومنا هذا، ولم تتراجع عن قرارها و تعالج المشكلة وتعيدهم لممارسة اعمالهم في اراضيها بعد توقف الحرب كما هو مفترض على الأقل، لاسيما وقد عادت العلاقات بينها واليمن الى مستواها الطبيعي، وتلاها دعمها لحركة الانفصال في جنوب البلاد بالمال والسلاح.
واعقب ذلك تشكيل اللجنة الخاصة التي تآتي
في اطار تدخل المملكة في الشأن الداخلي اليمني، التي كُلفت بمهمة تقويض سلطات الدولة من خلال المرتبات الشهرية التي كانت تصرفها لالاف الشخصيات من المشائخ والقيادات العسكرية المحسوبة على الاخوان والتيارات الاخرى لبناء مشيخاتهم ومماليكم كلآ على حده بهدف تقوية نفوذها و اعتمادهم كادوات لها لتنفيذ اجندتها الخاصة في ظل الفقر المدقع الذي يعيشه الشعب ، ومعاناته المستمره مع الارهاب الذي هو المنتج الوحيد الذي صدرته الينا المملكة بسخاء ، وتفاقمت معاناته
بتسلط تلك المشيخات المدعومة بالاموال السعودية.
واذا كانت المملكة تنفق في اليوم الواحد 200مليون دولار في حربها على اليمن كما أكدته مؤخرآ شبكة Nbc الاخباريه على الرغم من إن الرقم اكبر من ذلك بكثير، لأجل شرعية جوفاء اهي اصلآ لم تكن حليفآ استراتيجآ للمملكة حتى تضحي لاجلها،بل انه في عهدها فقط ازعجت المملكة عندما خالفت الاعراف المتبعة سابقآ في علاقات بلادنا مع المجتمع الدولي ومنها الولايات المتحدة التي فتحت خط مباشر معها، دون مروره بالمملكة التي اعتادت ان تمر بها كل علاقاتنا الدولية لتباركها ، وبالتالي لم تكن الشرعية المزعومة برقم مهم للمملكة حتى تشعل حربآ على اليمن لاجلها قد تنتقل شرارتها الى المنطقة ولا تنطفئ، ومن المؤسف ان يصدق العالم ان الحرب السعودية على اليمن هي لآجل إعادة الشرعية، لاسيما و أن السعودية ونظامها المترهل لم يكونا من دعاة الشرعية او القانون او ممن يؤمنون بالقانون ويكفلون حقوق العيش الكريم وحرية التعبير للسعودين فقط ولا اكثر من ذلك، ولو كانت السعودية يهمها أمر الشرعية والقانون لكان من المفترض ان يكون ملكها المبجل في أحد المصحات النفسية وليس حاكمآ لشعب برمته ، ولكان كل امراء بني سعود في السجون يقضون عقوبتهم جراء ما اقترفوه بحق الشعب السعودي من نهب لثرواته وحرمانه لابسط حقوقه في العيش الكريم وتولي المناصب القيادية والمشاركة في صنع القرار السياسي وضمان حقه في التعبير والحديث والانتقاد كما يحث عليه الشرع، فكل الامراء يتعاملون مع المواطنين بتعالي وبعبودية وكأنهم لقطاء تبنتهم وحافظت عليهم الأسرة الحاكمة.
وكيف لنظام حاكم لن يتوانى في الزج بك في احد سجونه اذا تفوهت بكلمة تنتقد سياسته او تتعرض فيها لممارساته، ان يكون من دعاة الشرعية والقانون، فتغريدة واحدة تقول فيها كلمة حق منتقدآ الوضع كفيلة بالزج بك في السجن بحكم قضائي لست عدة مع 100 جلدة واكثر ، انه انفصام الشخصية هو ذلك ما تمارسة المملكة بحق مواطنيها من انتهاكات ومضايقات وتعسفات تطالهم في كل شؤون حياتهم ، وما تتشدق به و تريد ان تحققه لبعض الشعوب كما تزعم ، و التناقض الواضح الذي اصبح يؤمن به العالم كحقيقة مسلم بها لطالما وحاجة الامريكان للمملكة للسنوات القريبة القادمة مازالت موجودة، وهكذا هو العالم لمن يريد ان يؤمن بعدالته او يعول على ضميره.