الدين والدولة في اليمن

✍ بقلم عمر القحا

في البدء كان الانسان يعيش ضمن عائلته ولكي لايفترق عنها اتخذت كل عائلة شعار. ق ديكون غصن شجرة أو ذيل ثعلب مقتول أو أي شيئ آخر تتفق على رمزيته الاسرة وتلتف حوله
أضطر الانسان للزراعة ومن الزراعة تعلم التجارة ومن الزراعة عصر الزيتون وسوقه ومن الزراعة والصناعة والتجارة تجمع البشر في قرية وفي مدينة
نشأت بين الناس المجتمعين في مدينة اوقرية مشاكل فاضطروا للإحتكام الى شخص ما له صفة الوعي وقوة الفصل (الحاكم –الدولة)
الحاكم –الدولة سيفرغ نفسه لفض المنازعات ولكي يكون لديه مصدر دخل جمع من كل مزارع اوتاجر مبلغا (ضريبة)
لجمع الضريبة اضطر لإستخدام عمال ولضمان عدم تملص أحد عن دفع الضريبة تكونت قوة ضبط وملاحقة شرطة
شرطة حاكم تصادمت مع شرطة حاكم آخر تحول النزاع الى معركة مع تكرار تلك المعارك تكونت قوة جاهزة على الدوام للدفاع عن منطقة نفوذ الحاكم ولاعلاقة لها بالضريبة والأمن الداخلي (جيش)
***
أمعن الحاكم في تقوية مركزه وقمع كل المنافسين اضطر الى إقناعهم بقداسته
إما أنه وسيط إله
او أنه هو الإله
في اليمن بدأ الحاكم ملكا ثم تحول إلى مكرب (خادم الآلهة)
*****
حين يقترن الحاكم بالالوهية فكل من عصى الحاكم يعرض نفسه لغضب الآلهة
آمن اليمنيون بالرب الواحد الازلي صاحب السموات (ذي سموات)
وآمنوا بمظاهر قدرته وعبدوها (الشمس والقمر)
ظهرت اليهودية في اليمن واعتنقها بعض اليمنيين فيما كان آخرون يمارسون عبادة التماثيل
عندما حاول الرومان تصدير المسيحية الى اليمن فشلوا لأنهم استخدموا القوة العسكرين أماالاحباش فقد حولوا المجتمع الى خصوم ومناصرين
لم يعجب اليمنيون كثيرا لا باليهودية ولابالمسيحية لكن مع مجيئ الاسلام دخلوا افواجا لأن فكرة النبي الخاتم كانت منتشرة لدى كل العرب مع وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
دب الخلاف بين اتباعه في المدينة وانسحب أثره على الاقاليم التي دخلت لتوها في الدين الجديد فهمت بعض القبائل الخلافة انها تسلط قرشي على مقاليد الامور لذلك تمردت عدة قبائل ليس بدافع الكفر ولكن بدافع العصبية
ورأوا في الزكاة جباية ولذلك امتنعوا عن دفعها
ثم اندمج اليمنيون في الخلاف بين الامام علي ومعاوية وكان طرف منهم مع علي وآخر مع معاوية
واصبح الانقسام مع الوقت خلاف سياسي انسحب على الدين ومن ثم نشأت الدولة الدينية التي يقودها إمام فقيه وحافظ ومجتهد فكان الحاكم هوالفقيه
كان بعض الحكام الأئمة موفقونزفي إدارة الدولة وآخرون فشلوا لأن كل إمام يخرج عليه امام آخر وينشأ بينهما صراع طويل
لكن الائمة كانوا يرون انفسهم أحق بالحكم وكانوا في الغالب (قادة محاربين )لأن الدين والدولة لايحميهما الاالسيف
عندما انقلبت البلدان الاوربية على حكامها الملوك المرتبطين بالدين اصبحت نظام الجمهوريات والحاكم المنتخب من الشعب هوالطريقة الانسب كان ذلك بسبب ظهور الولايات المتحدة والثورة الفرنسية ووصل الامر إلى اليمن في فترات متأخرة حيث بدأ الحديث عن ملك دستوري في الاربعينات وتوج بانقلاب 1948
و1962
ثم رحيل المستعمر البريطاني من عدن وقيام سلطة قومية ويسارية بدأت السعودية تتحرك في الاتجاه المعاكس حتى لاتسقط سقوط الامام
بنت مدارس ومعاهد ومساجد ودعمت القبائل ليتكون حاجز صد وبإسم الدين كانت االمعركة فيما افرط الآخرون في مهاجمة مظاهر التدين وعندما اتحد شطرا اليمن ادركت السعودية ان شعارات الحرية والديمقراطية ستداعب افكار جيل جديد لذلك عملت كل مافي وسعها لتمزيق اليمن بالخلاف الديني والمذهبي وتكونت احزاب علنية ومنظمات سرية كانت الاحزاب العلنية تنظر والمنظمات السرية تغتال وتدمر
كانت المحاضرات والخطب تتناول قضايا فرعية وتجعلها مسألة حياة اوموت كانت معظم الحملات الاعلامية والترهيبية تطال شمال البلاد ذلك لم يمنع من قيام حركة اسلامية مرجعيته الاولى زيدية
لكن السعودية دعمت السلطة في صنعاء لضربها
مع بداية عام 2000قررت بعض الاحزاب الدينية التخفيف من نبرتها الدينية والتحول الى اعلام موارب بين التقدمية والخطاب الديني واندمجت في استخدام طرق النقد مع حلفائها القوميين والاشتراكيين واستخدمت المسرحيات والرسوم الساخرة لمقاومة النظام وتنازلت عن موقفها من المرأة وسلمت القيادة لتوكل كرمان
لكن الاضرعي والقرني لم تكن سخرياتهما قادرة على بناء الدولة وعجز الثائرون عن ادارة الدولة وكانت امريكا هي التي تدير الامو رمن الخلف لذلك تحرك الخطاب الديني المضاد بواسطة انصارالله واستطاع التغلب بسهولة على التشكيلة غير المنسجمة واصبح الخطاب الديني موجها وصريحا ضد أمريكا والسعودية
السعودية استخدمت سلاحيها التكفيري والارهابي وابرز نماذجه تفجيري البدر والحشحوش
ثم تحركت (الدين )ضد(الدين)
كان التحرك الاول ممزوجا بالطمع وحب السيطرةوكانت المواجهة من الثاني طموح واقتداء واتباع

مقالات ذات صلة