الأخبارالمقالات

ثورة اكتوبر في زمن الإحتلال

تهامة نيوز
بقلم : صالح الجنيدي
وكيل محافظة أبين

أحتفل أحرار اليمن بالذكرى الـ 57 لثورة 14 من أكتوبر المجيدة هذا العام بطريقة مختلفة عن الاحتفاء بها خلال السنوات والعقود الماضية، فذكرى أكتوبر لم تعد اليوم مجرد ذكرى عابرة في ظل عودة الاحتلال والتقاء مصالح قوى الاستكبار العالمي في اليمن، بل محطة سنوية هامة لاستلهام الدروس العظيمة التي سطرها أبطال ثورة 14 أكتوبر ، والدلالات الهامة لهذه الذكرى التي تعود اليوم وقوى الغزو والاحتلال تتقاسم المحافظات الجنوبية وتنفذ أجندتها وتنهب ثرواتها وتدمر مقدراتها، فالاحتفاء بثورة تغلب فيها الشعب اليمني على أعتى مستعمر أجنبي بأسلحة بدائية وإرادة وطنية صلبة ، لا يكون الا بالسير على خطى الشهيد غالب راجح لبوزة ورفاقه من أبطال ومناضلي ثورة 14 أكتوبر الذين انتصروا لوطنهم وامتهم ، وطردوا المستعمر البغيض بعد 129 عام من الاحتلال ، فاليمنيين كافة بحاجة اليوم إلى التوحد والالتحام بالقيادة الثورية التحررية التي تحمل مشروع كرامة واستقلال وتسعى لتحرير كل شبراً في هذا الوطن من دنس الاحتلال ، ولن يكون بالالتفاف وراء قيادات اصطنعها الاحتلال الإماراتي والسعودي لا تملك حق إتخاذ القرار أو الاعتراض على أي إجراءات وقرارات صادرة من قوى الاحتلال ، وجدت لتطويع الجنوب وإخضاع أبنائه للمحتل الاعرابي الأمريكي المتصهين الجديد ، كما أوجد المحتل البريطاني خلال السنوات الأولى لاستعماره الجنوب مشيخات وسلاطين ومليشيات بعد فشلة في اختراق المجتمع الجنوبي وفرض ارادته عليه ، فالمحتل الجديد يمضى على خطى الاستعمار البريطاني منذ ست سنوات ولعل المتتبع لتحركات الإمارات في المحافظات الجنوبية سيجد مشروعها يتشابه مع مشروع الاستعمار البريطاني الذي يهدف إلى ضرب وحدة الصف الاجتماعي وخلق المزيد من الصراعات الداخلية الرامية الى تفكيك المجتمع من الداخل ليسهل السيطرة عليه وإخضاعه لسيطرة الاحتلال ، فعلي مدى السنوات الماضية اصطنعت قوى الاحتلال الجديد كيانات محلية مساندة لها وأنشئت مليشيات متعددة المهام البعض منها مليشيات سلفية عقائدية متطرفة وأخرى مليشيات ذات توجه وفكر يساري متطرف ، ومليشيات أخرى ذات أرتباط وثيق بالمجتمع القبلي بحكم النشأة والثقافة كالنخب المتعددة المسميات ، والملاحظ لتركيبة المليشيات الموالية للإمارات سيجدها أنشئت على أساس عنصري وعقائدي متطرف ، ولم يتم إنشائها على أسس وطنية لأن الاحتلال لا يصنع سوى العملاء .
اليوم وبعد ست سنوات من الاحتلال في المحافظات الجنوبية تصاعدت مظاهر الانفلات الأمني وعمت الفوضى ، وتدهورت الخدمات بمختلف قطاعاتها ، وتدهورت الأوضاع المعيشية وتفاقم الملف الإنساني ، وارتفعت أسعار الغذاء والدواء وتراجعت قيمة العملة الوطنية ، والمتتبع لخطوات الاحتلال في الجنوب سيجدها تأمريه وتدميرية ، تستهدف الأرض والانسان والاستقرار والسكينة العامة.
ولذلك الحل الممكن مع قوى الإحتلال الجديد أن يمضى أحرار الجنوب على نهج وخطى أبطال ثورة 14 من أكتوبر في توحيد الصف الإجتماعي وإزالة التباينات والخلافات الناتجة عن الاحتلال ، والتوحد في صف المواجهة الشعبية الجنوبية لمواجهة الإحتلال الجديد وإسقاط كافة مشاريع ومؤامرات الإحتلال الإماراتي والسعودي في المحافظات الجنوبية والشرقية .

مقالات ذات صلة