الشَهِيدُ القَائِد ثورةٌ وعيٍ وجِهاد..

بقلم : أسماء السياني

مقالات | 20 مارس | تهامة نيوز : لطالما كان في جميع الصراعات على الأرض، وفي جميع الحقب الزمنية عوامل عديدة لكسب المعركة ضد الطرف الآخر، وفي الصراع مع أعداء الله على مَرّ العصور كان العامل المهم في الإنطلاقة والتوجه هو الوعي والإدراك بالمرحلة التي تَمُر بِها الأمة؛ لمعرفة كيفية إستنهاضها، والعمل على رَفع مستوى الوعي عند أبنائها؛ حتى يتخذوا الخطوات والأساليب الحكيمة في مواجهة أعدائها وفق توجيهات رَبّانية وأُسس دينية.

وهذا هو ما حققه حليف القرآن السيد المُجاهد/ حُسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه” في مسيرة حياتة الجهادية، وما حققته مضامين المسيرة القرآنية التي أسسها وجاهد من أجلها وأُستُشهد أيضاً، مما أثبت أنها مسيرةٌ مُحِقه وخالدة بخلود القرآن الذي هو أساسُها، حيث كانت بداية هذا المشروع القرآني في زمنِ تهاوي الأمة وسقوطِها في مُستنقع العمالة والإحتلال، وأصبح العرب فيه عرباً بِلا إسلام، وكانت الأنظمة العربية كلها تحت الوصاية الأمريكية والإسرائلية فيما تَخدِمُها وتُحقق أهدافها في المنطقة بأقل الخسائر والإمكانيات، وما كان هذا ليتحقق إلا عندما نَبَذ العرب كتاب الله وراء ظهورهم، وأصبحوا يطلبون الرحمة من أمريكا وغيرها، وكما نعلم أن هدف أعداء الإسلام هو السيطرة على المقدسات الدينية ومنها القدس الشريف والحرمين الشريفين؛ بهدف طَمس معالم الإسلام، وإطفاء نور الله، وإحتلال الدول ونهب ثرواتها وإبادة شعوبها.
فكان المشروع القرآني للشهيد القائد هو كشف المؤامرات على الاسلام والمسلمين ودعوةٌ للأمة جمعاء إلى النهوض والتحرك ضد أعداء الإسلام بما يدليه عليهم واجبهم الديني بمحاربة أعداء الله وقتالهم.

فصفات وسمات الشهيد القائد ومجالسته للقرآن الكريم بتدبر وفهم معانيه وتوجيهاته، ومع ذلك معرفته العلمية هو ما أهَلهُ لحمل هذا المشروع العظيم والإنطلاق به إلى أرض الواقع وترجمته عملياً من خلال دروسٌ ومحاظرات كانت تُلقى في المدارس والجوامع والمناسبات الدينية التي تُعيد للأذهان أحداث تلك المناسبة وأخذ الدروس والعبر منها والإستفادة منها في الواقع العملي إذ شَكّلت هذه الدروس والمحاظرات نقلة نوعية في عقول وأذهان أبناء مران والمناطق المجاورة، مُشَكِلة لديهم ثورةُ وعيٍ عَرفتهم بمسؤوليتهم كمسلمين مؤمنين بالله ورسوله، وجعلتهم ينطلقوا ليرفعوا الصرخة في وجه المستكبرين.
وبهكذا أحَسّ أعداء الإسلام بخطرٍ يهدد كيانهم آتي من شمال اليمن يرفع شعاراتٍ بالموت لهم؛ ناجمة عن سَخطٍ ووعي لدى من يرفعها، لتصنف كل من يصرخ ضدها في قائمة الإرهاب لتكون الذريعة للدخول وشن الحروب بغرض الإبادة، فلا يخفى أن أمريكا شنت حرباً ضروس ضد هذا المشروع القرآني بواسطة السلطة الظالمة آنذاك فكانت هذه الحرب على مرحلتين أولها: بشن الحملات التكفيرية والتشويه ضد السيد حسين، والتضليل الإعلامي وبث الدعايات والإتهامات مابين مُدَعي للنبوة والإمامة وتمرده على السلطة؛ لتهيئة الرأي العام بشن الحرب عليه.
أما المرحلة الأخرى فكانت الحرب العسكرية المُعلنه في السادس عشر من شهر يونيو ألفين وأربعة، سبقها الحصار المطبق على مدينة مران ومُنعت من إدخال الغذاء والدواء والحاجيات الأساسية، وكان يسبقها أيضاً منذ سنتين حملات إعتقالات في المساجد لكل من يرفع الصرخة، وأخذهم إلى سجون الأمن السياسي وتعذيبهم، إضافة إلى ذلك فصلهم من الوضائف والمدارس وقطع المرتبات وغيرها من الإجرائات التعسفية ضدهم.

وبعد حربٍ دامت قرابة الأربعة أشهر، وبعد جهاد واستبسال السيد حسين هو ومن معه من المجاهدين كبدوا عساكر السلطة خسائر كبيرة برغم شحة الإمكانيات العسكرية التي كانت بحوزتهم إلا أن قوة الإيمان بالله كان سلاحهم الأكبر والأقوى، وبعد جهود حثيثة وصلوا إلى مَعقل السيد حسين حيث تجلت هناك وحشيتهم وطغيانهم بقتل الشهيد القائد علم من أعلام الهدى، بعد أن تنكروا به وأعطوا الأمان لخروجه ولكن الغدر والخيانة هيّ سمتهم البارزة، وهكذا ودّع الشهيد القائد حياته شهيداً كريماً عند خالقه تاركاً لنا مشروعاً ومِنهاجاً باقياً وخالداً، مضحياً بنفسه في سبيل الله والعمل على إعلاء كلمته..
فالسلام عليك يا سبط النبي ورحمة الله وبركاته.

#الذكرى_السنوية_للشهيد_القائد
#اتحاد_كاتبات_اليمن

مقالات ذات صلة