?? ما لانعرفه عن صفقة القرن ??
بقلم✍ كاتبة يحيي السني
مقالات | 7 مارس | تهامة نيوز : في افتتاحية صحيفة هارتس العبرية يتسآءل الكاتب هل صفقة ترامب او ما يعرف ب( صفقة القرن) هي ليست الا اكبر رشةوة في التاريخ؟
ونحن بدورنا نتساءل هل هي صفقة سلام ام لها مآرب اخرى ؟
للاجابه عن هذه التساؤلات علينا العودة للخلف الى عام 1978 ، خلال قمة كامب ديفيد للسلام قدم الرئيس الأمريكي جيمي كارتر للمفاوضين الإسرائيليين والمصريين مشروع اتفاق للسلام كان بمثابة أساس للمناقشات خلال القمة هذا المشروع كان النواة لصفقة القرن
في عام 2000 حاول الرئيس بيل كلينتون اتباع نهج مماثل بعد 22 عامًا من ذلك الاجتماع اللذي غرس نواة فكرة صفقة كبيرة ، قام الوسطاء بصياغة وتقديم خطط سلام تتضمن تقديم مساعدات وهبات للدول المعنية بلمف السلام ومن يقف خلفهم .
صفقة ترامب لم تخرج عن هذا الاطار ابدا فجوهرها الاساسي هو ضخ عشرات المليارات من المساعدات الاقتصادية للفلسطينيين في الضفة ، وكذلك على مصر والأردن وربما حتى لبنان. من اجل الحصول على اعتراف كامل بالدولة الاسرائيلية الجديدة ونسيان موضوع حل الدوليتين والقبول بان يكون للفلسطينيين كيان داخل الدولة الاسرائيلية المزعومة. وتوطين اللاجئين في الدول المجاورة مقابل مبالغ مادية كبيرة تدفع كهبات لهذه الدول.
يقول ديفيد روزينبيرغ كبير الاقتصاديين والاستراتيجيين المعروف أن دول الخليج على استعداد لتمويل صفقة القرن وأن الكونغرس مستعد للشروع في مساهمة أمريكية ، وهو ما يخطط له كوشنر صهر الرئيس ترامب ومستشاره .
وان تمرير صفقة القرن يعتمد بشكل كبير على مساهمة دول الخليج المادية فيها من خلال تمويل مشروع توطين اللاجئين الفلسطينيين في دول اخرى والمساهمة في القضاء على حركات المقاومة في داخل فلسطين من خلال الخطاب الخليجي الذي يعتمد على شيطنه حركة حماس وغيرها من حركات المقاومة .
ربما من الناحية النظرية يعتقد ترامب ومستشاره كوشنر ان الصفقة يمكن تمريرها بسهولة فهو ينظر لها بنظرة تاجر العقارات وكأن هذه المفاوضات جزء من صفقة عقارية على الأرض. لكنه يتناسى ان هناك شعب على الارض يمتلك مالا يمتلكه ترامب نفسه من العزة والاعتزاز بالهوية والكرامة والتمسك بالارض والمقدسات ولايمكن التفاوض على هذه القيم باسلوب مادي وليس كل شيء يباع ويشترى ولكل شيء ثمن كما هو الحال في عالم العقارات.
موقع ميدل إيست آي نشر في موقعه الرسمي في الـ 17 من أيار/ مايو الجاري بعض بنود الاتفاقية، وكشف الموقع عن أن الصفقة تقع في 35 صفحة، وأن الجانب الفلسطيني على علم بها بالكامل، لكن السلطة علقت بقولها: “لن تجد فلسطينيًا واحدًا يقبل بهذه الصفقة، إذ تقضي الصفقة بدولة فلسطينية بحدود مؤقتة تغطي نصف الضفة الغربية وقطاع غزة فقط، دون القدس المحتلة، كما تقول الصفقة إنه على الفلسطينيين بناء “قدس جديدة” على أراضي القرى والتجمعات السكانية القريبة من المدينة، إضافة إلى بقاء الملف الأمني والحدود بيد الكيان الصهيوني حتى منطقة الأغوار الفلسطينية في الضفة الغربية، بحسب الموقع.
وعن قطاع غزة، تقتضي الخطة بفك الحصار المفروض على القطاع منذ 12 عامًا، وبناء ميناء ومطار جديدين لكن شريطة إلقاء الفصائل الفلسطينية سلاحها وعدم مقاومة الاحتلال الصهيوني بأي شكل من الأشكال
حتى اللحظة ورغم كل ما تبذله إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” وحلفاؤها، يبدو أن الطريق لإتمام صفقة القرن ليست ممهدة بالكامل، إذ إن هناك عديدًا من المحددات التي قد تحد أو تفشل من خطة ترمب.الواقع يقول هو أن لا نتنياهو ولا عباس أو دوائرهما السياسية قادرين على اتخاذ قرارات بشأن الحدود والقدس واللاجئين والأمن وان للموضوع ابعاد اخرى وان سلب وطن ليس مجرد ورشه عمل للمستثمرين واموال تدفع . الفلسطينيين غير مستعدين لبيع وطنهم لا الان ولا مستقبلا والثوابت والقيم لم تتغير منذ عام 1948 وكل التضحيات التي قدمها هذا الشعب من اجل الوطن لايمكن حسابها بحسابات مادية
ستكشف الأيام القادمة عن فحوى صفقة القرن الأمريكية وموادها وأهدافها كاملة، وهل أنها ستمضي قدمًا أم أن الفشل سيكون عنوانها الأبرز.