للنظام السعودي …ضاعت فلوسك ياصابر

 

بقلم / مروان حليصي
صحوة ضمير متأخره كثيرآ وإن كانت لم تآتي إيمانآ القيام بمسؤولياتها وواجبها الاخلاقي والانساني بقدر ما انها جاءت في إطار الضربات الموجعه من تحت الحزام ، الواحدة تلو الاخرى التي توجه للنظام السعودي ، التي لم تبدء اليوم ولا بالأمس بل قبل اعوام ، وسنكتفي بالعوده للزمن القريب فقط -منذ بدء الأحداث التي عصفت بكثير من الدول العربية في إطار ما يسمى بثورات الربيع العربي، وتحديدآ منذ تخلي الامريكان عن دعم النظام السعودي في مخططه العبري بإسقاط النظام السوري وتسليم سورية المقاومة لقمة سائغة للصهاينة ليقسموها الى كنتونات صغيرة يأمنون شرها و لا تقوم لها قائمة بعدها، لكي يتخلصو في النهاية من عدو تاريخي لهم يسهل عليهم لاحقآ الإنقضاض على اركان محور المقاومة والممانعة في المنطقة، وذلك بعد مليارات الدولارات انفقها النظام السعودي في سبيل ذلك المخطط ،التي اصبحت هباء منثورآ ، وتلاها التفاوض مع ايران بشأن برنامجها النووي الذي تكلل باتفاق تاريخي حول ايران من عدو الى صديق، ولعل اخر الضربات الموجعة والصفعات التي استوطنت خد حكام المملكة هو قرار الكونجرس الامريكي الذي يسمح بمقاضاة امراء في المملكة بحجة الارهاب ودفعهم تعويضات لآسر ضحايا احداث ال11 من سبتمبر.

وحسب اعتقادي لن يكون استشعار الأمم المتحده المتأخر بالمسؤولية والشعور بالذنب في ظل استمرار تعنت وفد الرياض وعرقلته المفاوضات في الكويت بإيعاز المملكه بعد جرائمها وتحالفها بحق الشعب اليمني الذي قتلت منه الالاف والحقت دمار وخرابآ كلي ببناه التحتية وممتلكاته العامة والخاصة هي ما دعت بالأمم المتحده إدراج السعودية وتحالفها الذي يفوق عدد دوله العشر في القائمة السوداء لمسؤولياته عن جرائم القتل والإعاقه والتشويه التي تعرض لها اطفال اليمن وبنسبة 60بالمئه من اجمالي الجرائم التي تعرضوا لها خلال العام الماضي ً علاوة على مسؤوليته عن تدمير نصف المستشفيات والمدارس في البلاد حسب تقرير الأمم المتحدة، واعتبارآ من كون ذلك ليس عدلآ ولم يأتي ولو بنصف الحقيقه لاسيما وان ال40 بالمئه الباقية من اجمالي الاطفال الذين قتلو او اصيبوا او تعرضوا لإعاقه دائمه لم تتسبب بها مخلوقات فضائية جاءت من كوكب آخر خارج درب التبانه ، بل انه نفس الفاعل ونفس الجاني الذي ارتكب الجرائم بحق ال60بالمئه كما جاء في تقرير الامين العام للامم المتحده ممثلآ بتحالف العدوان بقيادة النظام السعودي.

إلا إنه وعلى الرغم من القصور الكبير في التقرير وكتم الكثير من الحقائق الآخرى من قبل قادة المنظومة الآممية، إلا اننا نعتبره شي جيدآ،لكونه شكل اختراقآ كبيرآ في الحصانة التي تمتع بها النظام السعودي طيلة عام ونيف من الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب اليمني ومقدراته وممتلكاته الخاصة ، علاوة على أهمية ذلك الاعتراف من حيث اعتبار النظام السعودي شريكآ في الوضع اليمني وليس وسيطآ كما يحاول ان يضع نفسة، مما سيترتب على ذلك من اعتباره طرفآ في الأزمة اليمنية وأحد الأطراف الملزمة على انجاح الحوار ولو من بوابه الضغط على مرتزقته ، علاوة على تحمله التعويضات الكاملة حسب القانون الدولي جراء ما اقترفة من جرائم بحق ال60 في المئة من الاطفال ، واعادة اعمار نصف المدارس والمستشفيات التي تدمرت خلال فترة العدوان طبقآ للاعراف والتشريعات الدولية، ونحن بدورنا ما علينا إلا الصبر لكي تدرج الجرائم الاخرى ضمن جرائم التحالف بقياده النظام السعودي، وذلك ليس لسواد عيوننا وإنما لارتفاع منسوب توتر العلاقات الامريكية السعودية و مصائب قوم عند قوم فوائد.

ولا نعلم حقآ إن كانت الايام المقبله حبلى بكشف الكثير من الحقائق ومليئة بالمفاجاءات السارة للشعب اليمني الذي عاني صلف وغرور جار تكبر على الله وخلقه، وانها ستشهد اعترافآ اخر من الامم المتحده بارتكاب ذلك التحالف بقية الجرائم التي طالت الرجال والنساء وبمختلف اعمارهم وليس الاطفال وحدهم فقط؛ وحتى الحيونات من الابقار والاغنام والماعز وكل دابة تتنفس على الأرض، وكذلك الخراب والتدمير الذي حل بكل مؤسسات الدولة ومقومات الحياة وممتلكات المواطنين، وكل شيء تدمر او اصابه ضرر هو مسؤولية تحالف المملكة بقيادتها وليس المدارس والمستشفيات وحدهما حسب تقرير الأمين العام ، لا نعلم حقآ ان كنا سنشهد عما قريب اعتراف آممي كذلك و قول للحقيقة من قبل بان كي مون وتحميله تحالف العدوان المسؤولية الكامله عما اقترفه بحق اليمنيين ووطنهم لأنه لو لا تدخلهم لما تضرر ولو 1 بالمئة من البشر والحجر والشجر.
إلا إن هنالك نقطة مهمة في التقرير الاممي ولها صداها و آثرها الكبير على سمعة المملكة السعودية التي هي اصلآ في الحضيض والعالم اجمع يدرك ذلك وليست بحاجة لمن يؤكد انتهاكاتها لحقوق الانسان وجرائمها بحق المواطنين في داخلها ارضها اولا ومن ثم ابناء اليمن وكل ابناء الدول الآخرى التي ساهمت وشاركت في زعزعة امن بلدانهم واستقرارها؛
وليس بالآمر الهين ان تصبح المملكة العربية السعودية التي نصبت نفسها زعيمة للطائفة السنية في القائمة السوداء لارتكابها الجرائم بحق الاطفال والممتلكات، شأنها شأن الجماعات الأخرى التي هي من نطفتها، وهي التي يوجد على اراضيها الكعبة المشرفة و قبر رسول وتؤدى على ترابها اعظم الشعائر الاسلامية من الحج والعمرة التي يحضرها اكثر من3مليون حاج ومعتمر سنويآ، حيث وقد انفقت مليارات الدولارات لتصدير تعاليم الدين (طبعآ الوهابي وليس المحمدي على فطرته )الى قارات العالم جمعا؛ فإذا كانت اخلاق قادتها وظمائرهم سمحت لهم برتكاب كل هذه الجرائم وازهاق ارواح الابرياء دون حرمة للنفس التي حرم الله قتلها إلا بحق، وأن هد الكعبة حجرا حجرآ آهون من إراقه دم مسلم ، وبالتالي أي آهلية لها بعد اليوم بالحديث عن الاسلام والدين وهي التي لم تلتزم لا بتعاليمه ولا بالمبادئ والاخلاق والقيم الإسلامية، وكيف هو شعور ابناء السنة والمسلمون كافة عندما تكون الدولة التي تتكلم بأسمهم وتقتل وتدمر وتعيث في الارض فسادا بإسمهم مجرمة بشهادة ممثل 192 دولة ؛حقآ انه شعور مؤلم .
وبغض النظر عن الضغوط التي مورست على الامم المتحده لإزاله المملكة السعودية وتحالفها مؤقتآ من القائمة السوداء( قائمة العار)تحت تهديد وقف الدعم السعودي لبعض المنظمات التابعه للامم المتحده ومنها الاونرا ،إلا انه وبعد اعتراف وشهادة الامم المتحدة بأن السعودية تقتل اطفال جارها اليمن وتدمر مدارسه ومستشفياته، فلن ينطلي على احد بعد اليوم من سكان العالم اجمع الذين حجبت عنهم الحقيقه طويلآ، إن النظام السعودي جاء مقدمآ خدماته الجليلة للشعب اليمني وحماية الشرعية المزعومة ، ولم يعد مناسبآ الحديث عن شرعية هي اصلا تقتل شعبها؟ وأي شرعية هذه التي تدعي لنفسها من بعد اليوم إذا كانت تسمح بقتل كل هذا العدد من الاطفال في بلدها وتدمر كل هذا العدد الكبير من المدارس والمستشفيات.

لقد انتهى الدلال الذي تمتعتم به ودفعتم فاتورته باهضة الثمن ،وانتهى مفعول اموالكم التي دفعتموها لقتلنا وذهب ريحها، فهي لم تعد تشفع لكم وتنمق جرائمكم وصبغها بخدمة الشعب اليمني كما كانت سابقآ، لقد ضاعت فلوسك ياصابر، فكم حذرناكم وغيرنا كثير بأن اموالكم ستنقلب عليكم يوما ما وأن شمس الحق ستنجلي وأن الأمريكان لن يدوم لكم دعمهم ما لم تكن علاقتكم وثيقة مع جيرانكم واخوانكم، وانكم تقادون إلى هلاككم بأرجلكم، ولكن لا أسف عليكم وقد كنتم في غيكم تعمهون.

مقالات ذات صلة