معاناة سكان الحديدة…ودموع التماسيح

بقلم /مروان حليصي
كثر المتباكون على محافظة الحديده وزاد تباكيهم ،يذرفون دموع التماسيح على ما يتعرض له سكانها من عقاب جماعي متمثلآ بانقطاع التيار الكهربائي عن سكانها مع بدء موجه الحر الشديدة التي تجتاح المحافظه في فصل الصيف ، حيث و للمحافظة وضعها الخاص في فصل الصيف تحديدآ الذي ترتفع درجات الحراره فيه الى درجات قياسية تصل الى 37درجة مئوية واحيانا تصل الى43 درجة متزامنة مع رطوبة شديدة اضحت الهاجس الوحيد الذي يشغل ابناءها ، علاوة على ما يمثله انقطاع التيار الكهربائي من خطر يهدد حيواة مرضى السكر وضغط الدم والقلب والربو وغيرهم جراء موجة الحر الشديدة التي أودت بعدد من الوفيات خلال العام الماضي في ظل إنقطاع التيار الكهربائي المستمر،
ولم يكن ذلك العقاب اساسآ وليد اللحظة وانما ممتد لاكثر من عام ومنذ بدء العدوان في مارس من العام الماضي فارضآ حصاره الجائر على موانئ البلاد ومنها ميناء الحديده، مانعآ عن المواطنين وصول السفن التي تحمل الغذاء والوقود والأدوية وكذلك السفن التي تحمل كمية المازوت الخاصة بمحطة كهرباء رأس الكثيب بالمحافظة.

فهنالك الخط الساخن الذي كان يغذي المستشفيات الرئيسية بالمحافظه ومركز الغسيل الكلوي توقف جراء انعدام الوقود، مما جعل مستشفيات المحافظة تعاني من شلل تام
ومهددة بالتوقف في أي لحظه ، متحملّة عبأ إضافيآ لشراء الوقود من السوق السوداء بأسعار اضعافآ مضاعفة لمولداتها الخاصة لتشغيل بعض الاجهزة الطبية في الاقسام الهامة لساعات محدودة في اليوم مما ينعكس سلبآ على فاتورة علاج المواطن الذي يرتاد تلك المستشفيات، فمستشفى الثورة الحكومي بالمحافظة الذي يُعد قبلة لكل المرضى من مختلف المديريات اصبح يعاني اوضاعآ مأساوية تهدد حيواة الكثير من المرضى وتحديدآ في العيادات المركزة والقلبية ومركزي الحروق والاطفال وبعض الاقسام الاخرى التي بحاجة الى الطاقة الكهربائية بشكل مستمر، وفي نفس الوقت وبعد توقفه لعدة مرات- مازال خطر توقف مركز الفشل الكلوي بالمحافظة قائمآ الذي يرتاده اكثر من 500 مريض لاجراء عمليات الغسيل اكثر من مرة خلال الاسبوع الواحد.

إلا وانه وكعادته المعهودة ومرتزقته،يسعى جاهدآ تحالف العدوان بقياده النظام السعودي استغلال معاناة سكان محافظه الحديدة الذين يعيشون اوضاعآ صعبة جراء انقطاع التيار الكهربائي عن سكانها في ظل حرارة الصيف الملتهبه، بممارساته اللا اخلاقيه واللا انسانية المتعارضه مع القوانين الربانية والبشرية ، حيث استمر حجز الناقلة الحاملة لكمية المازوت لايام عده بعد قطع اكثر من تصريح دخول لها ، وذلك رغبة متعمدة في إطالة آمد معاناة سكان المحافظة ، مما يعكس التوظيف الدنيئ لمعاناة المواطنين من قبل النظام السعودي ، محاولآ وبغباء تأليب المجتمع ضد القوى الوطنية المقاومة للعدوان من خلال تحميلهم مسؤولية انقطاع الكهرباء، و موهمآ نفسه بأنه سيحقق من خلال السخط الشعبي المفترض ما عجز عنه تحقيقه طيلة عام ونصف من العدوان بمساندة تحالف دولي ، علاوة على ان حجز السفن وتآخيرها بعد استكمال اجراءات الدخول اللازمة التي فرضها تدر عليه ومرتزقته دخلآ من خلال فرض رسوم تصاريح دخول جديدة تكلف الدوله مبالغ باهضة في ظل توقف اغلب إيرادات الدولة.
وكأن تعنته ذلك وعقابه الجماعي الذي يفرضه على سكان محافظة الحديدة من خلال احتجازه لسفن المازوت سيمنحه صك احتلال واجتياح لسواحلها وبرها وجوها وسط حرارة ترحيب وحفاوة استقبال من ساكنيها لقواته، وبغباء مفرط منه غير مدرك بأن الشعب بكل مكوناته ومنهم ابناء الحديدة ، يعون جيدآ ويدركون حجم التآمر عليهم وانهم ووطنهم المستهدفون ، وما الشرعية المزعومة إلا شماعة لاستهدافه ومقدراته من قبل نظام جار مثل ابشع صور الصهيونية، مفضلين المواجهة على الاستسلام لمن كانت مماليكهم بالامس طرقآ تدوسها اقدام إجدادنا وأمكانآ تتبول فيها قوافل إبلنا خلال ترحالها …

نعم.. يعيش ابناء المحافظة ضروفآ صعبة جعلت البعض منهم ينزحون الى اقاربهم في المحافظات المجاورة ذات المناخ البارد ، وهم يشكلون نسبة ضيئلة جدآ مقارنة بالاخرون الذين يكافح اغلبهم لتوفير لقمة عيش كريمة لأسرهم ولا يملكون حتى المال الكافي للنزوح بعد أن افقدهم العدوان أعمالهم ،لاسيما ومؤشري الفقر والبطالة في حالة ارتفاع دائم دون نقصان ، وبالتالي من حقهم ان يحصلو على كهرباء تقيهم عذاب الحر الشديد ، ومن حقهم ان يصرخوا، ومن حقهم على قيادة الدولة توفير الكهرباء لهم والبحث وبكل قوه لحلول حسب الإمكانيات المتوفرة ، ولكن لن يكون هنالك تغير في عداءهم ورفضهم للعدوان، ولن يكون العدوان وجرائمه محمودآ لديهم ، ولا يعني ذلك بأن ابناءها سيفتحون صدورهم مرحبين بالاحتلال بعد زهاء عام ونصف من الصمود في وجه طغيان قوى الاستكبار العالمية. .
ولا اعلم لماذا الأن يتباكى كثيرون على محافظة الحديدة التي عانت أسوا من موجة حر شديدة تجتاحها في فصل من فصول السنه في ظل انقطاع تام للكهرباء، فقد عانت لفصول وليس لفصل واحد، ولسنوات وعقود من الزمن، عانت التهميش والحرمان لعقود من الزمن وعانى ابناءها من اغتصاب لاراضيهم وممتلكاتهم بقوة السلاح، وعُاملو ابناءها لردحآ من الزمن بطبقية مفرطة على الرغم من رفد محافظتهم لميزانية الدولة بمليارات الريالات.

والمثير للسخرية ان يكون على رأس حملة التباكي تلك- قنوات وابواق العدوان نفسها وكأن من يحتجز السفن ويفرض الحصار هي مخلوقات خفية وليست دولها-دول العدوان.
وأما أولئك- ادوات ومرتزقة قوى الغزو والاحتلال فمن الآحرى بهم توفير مشاعر تعاطفهم الخبيثه تلك للمدن التي ترزح تحت إمرة وقوانين المحتل وتعيش في صيف ساخن ، فمحافظة عدن التي يحكم العدوان وادواته سيطرته عليها بعد تحريرها من الجيش واللجان الشعبية حسب زعمهم وتسليمها لعشرات الفصائل التي يتقاسمونها انصافآ ، وكلآ له قوانينه في نصيبه الخاص منها، تعيش اجواء مشابهة للحديده في فصل الصيف الساخن، إلا إن سكانها لم ينعموا بالتيار الكهربائي،ولم يشفع وقوع عدن تحت عشرات الحكام -الاماراتي والداعشي والقاعدي والسعودي لابناءها ان يهنئو على الاقل بالكهرباء بعد أن سلبهم العدوان حريتهم وأمنهم و استقرارهم وكل شيء جميل اصبح استعادة حلمآ يراودهم، وكان من المفترض بهم توجيه اقلامهم لمهاجمة اسيادهم بني سعود و شرعية القتل والخراب لكونهم وراء حصد ارواح مئات الابرياء من ابناءها والى يومنا هذا تزامنآ مع تدمير كل شي جميل في محافظتهم، مما يتحتم عليهم على الاقل توفير الكهرباء لهم فقط، وأما الحديدة فليست بحاجة لنفاقكم بمشاعر الانسانية،فقط كل ما يوده ابناءها فك الحصار والإفراج عن السفن المحتجزة ومنها سفن المازوت وحسبنا الله ونعم الوكيل.

.

مقالات ذات صلة