مفاوضات من نوع آخر

بقلم / أمة الملك الخاشب

بعد طول انتظار من أبناء شعبنا اليمني  بالفرج والأمل من  نتائج حوار الكويت وبعد اشتداد المد والجزر في  وفد الرياض المرتزقة الذين سيسجل عنهم التاريخ وقد سجل انهم يفاوضون باسم المعتدي وباسم الغازي لأرضهم والمنتهك لعرضهم في سابقة لم تحصل في تاريخ  أي دولة نهائيا ,

وبعد أن أثبت وفدنا الوطني صدق نواياه وطولة باله ورغبته  الشديدة في انجاح حوار الكويت ورفع المعاناة عن الشعب اليمني المظلوم الذي طالت معاناته  التي لا ينكرها أحد مهما تحدثنا عن ملاحم الصمود والدفاع الاسطوري  الذي سطرها شعبنا اليمني  خلال أكثر من عام من العدوان والحصار  فلا بد من التحدث عن شدة المعاناة والمأسي  والجراح التي لا تنسى مهما مرَت السنون  .

وبالتزامن مع حوار الكويت استمرت   خروقاتهم التي بلغت مئات الغارات على مختلف المحافظات بما  فيها مأرب والجوف وعمران وميدي وتعز  وفرضة نهم  وفقط صنعاء هي التي لم تقصف أثناء حوار الكويت . ليس حبًا في صنعاء  أو خوفا عليها ولكن لأن صنعاء العاصمة تستقبل وفود أجنبية من منظمات دولية وبعض القائمين بأعمال السفراء  ولأنهم كالثعالب الماكرة يحاولون تقمص دور البريء والمسالم ومن لا ينكث عهدا ولا يخون وعدا . ويستمر توافد القوات الغازية المحتلة الى أرضنا في الجنوب , بكل عدتها وعتادها

فبعد كل تلك الغارات والخروقات وبعد طول تعنت مرتزقة الرياض في الكويت لم يكن أمام القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية سوى أن تطلق صاروخا بالستيا لمعكسر للجيش السعودي في نجران لعلهم وعساهم أن يعرفوا  أن الحوار لا يعني ضعف , ولعلهم يتراجعوا عن غيهم , ولعلهم يفهموا انهم ليسوا الوحيدين القادرين على الضرب والقصف اثناء الحوار , فنحن نستطيع الرد أيضا  ومتى ما أردنا ولكننا نتبع سياسة النفس الطويل والصبر الاستراتيجي ,

وبفضل الله تزامن اطلاق الصاروخ الباليستي الى نجران مع الإمساك بشحنة مخدرات وحشيش في محافظة صعدة بلغت حوالي خمسة وعشرين طن  وتم احراقها أمام وسائل الاعلام وهي متجهة الى السعودية وتم فضح وكشف زيفهم وتزويرهم بوضعهم صور الكعبة والحرم المكي على بعض أصناف المخدرات لكسب التعاطف الديني وتمريرها دون تفتيش ولكن يقظة رجال الله  كانت لهم بالمرصاد ’  كذلك وبنفس طريقة التدليس والزيف وهم يدَعون أنهم رعاة الاسلام وحماته ,ويحلون دماء الابرياء تحت مسمى الشرعية وتحت مسمى مكافحة الارهاب الذي لم يكن ليأتي لولاهم ولا رعايتهم الحنونة له ودعم منابعه الأصيلة  , فكانت ضربتين  موجعتين  في ظهرهم في نفس اليوم وهي ضربة المخدرات والحشيش وضربة الصاروخ الباليستي , ولأن هذا النظام لا يهتم أبدا بقتلاه من الجنود السعوديين ولا يبالي بهم , فمن المؤكد أن ضربة الإمساك بالمخدرات والحشيش كانت أشد ايلاما ووجعا لأن هذا النظام  المتصهين عمل منذ سنوات طويلة على افساد الشباب النجدي وعلى تحويله لشباب مدمن لا همَ له في الحياة سوى اشباع غرائزه والحصول على كميات كافية من الجرع المخدرة ليبقى هذا الشباب نائم في غفلته وغارق في ذله وهوانه , ولا يفكر أبدا في أن يثور ضد طغيان واستكبار هذا النظام الذي جثم على صدور أهل نجد والحجاز ما يقارب القرن من الزمان . ولكن لا بد أن يأتي يوم ليصحو فيه شباب نجد والحجاز ويفوقوا من غفلتهم ليكونوا مثل أهل الايمان والحكمة لا يقبلوا بالعيش  الذليل وعيش الضيم والهوان .

مقالات ذات صلة